Skip to main content

اهتزاز بالثقة.. ما تأثير انهيار "كونتري غاردن" أكبر مطور عقاري بالصين؟

السبت 12 أغسطس 2023
تأتي أزمة "كونتري غاردن" وسط انشغال الصين بحرب تجارية مستعرة مع الولايات المتحدة - غيتي

تضم مدينة هونغ كونغ 660 ناطحة سحاب أما شنزن ففيها 513 مبنى يعانق السماء في مظهر براق يأسر ألباب زوار الصين.

لكن هذا المظهر قد يكون خداعًا إذ يخفي وراءه التزامات مالية لم تدفع لمقرضيها.

فقبل 70 عامًا كان هذا البلد زراعيًا بسيطًا ثم انتفض ليزيح عن طريقه عمالقة مثل ألمانيا واليابان في طريقه لوصافة الولايات المتحدة بين أكبر اقتصادات العالم.

تضاعف أسعار الوحدات السكنية

ورافق هذا الصعود القوي آخر سكاني أحدث طلبًا غير مسبوق على العقارات ما أدى إلى تضاعف أسعار الوحدات السكنية والتجارية، قبل أن تتسبب الأزمات العالمية المتتالية في بدء مشوار انتكاسة القطاع العقاري.

إذ لم ينس الصينيون الألم الذي تسبب به انهيار عملاقة التطوير العقاري الصيني "كونتري غاردن" التي وضعوا ثقتهم وأموالهم فيها، قبل أن تتبخر هذه الثقة مع إفلاس الشركة. وبعد عامين جاء من ينكأ جراحهم من جديد لتحبط المساعي التي بذلها الحزب الشيوعي الحاكم لإصلاح القطاع العقاري.

كونتري غاردن وهو أكبر مطور عقاري خاص في البلاد بات في مهب الريح حيث لم تسعفه مبيعاته لجمع الأموال اللازمة لسداد فائدة سندات دولارية، وإن تعذر عليه فعل ذلك خلال 30 يومًا فإنه قد يدخل بلاده مجددًا في النفق الذي بالكاد خرجت منه بسبب أزمة شركة إيفرغراند.

أزمة الثقة بقطاع العقارات

وتقوم الشركة على 3 آلاف مشروع على مستوى الصين أي ضعف ما لدى إيفرغراند، وبالتالي أي تعثر لها سيعمق أزمة الثقة بقطاع العقارات الصيني الذي لم تفلح معه السياسية النقدية المسيرة الرامية إلى تسهيل وصول المستثمرين إلى السيولة النقدية.

وتظهر ميزانية كونتري غاردن للعام المالي الماضي، مطلوبات قدرها 200 مليار دولار، تخلفت عن سداد مدفوعات فائدة تقل قيمتها عن 23 مليونًا الأمر الذي دفع وكالة موديز لخفض تصنيفها؛ ذلك لأن الشركة تعاني عسرًا ماليًا يضعف فرص وفائها بديونها.

ويأتي ذلك وسط انشغال الصين بحرب تجارية مستعرة مع الولايات المتحدة التي تتهمها بالتدخل باليوان وانتهاك الحقوق الملكية الفكرية وكللتها بحجب أشباه الموصلات عنها، تخشى أن تأتيها الضرية من حيث لا تحتسب أي من الداخل الذي عولت عليه بكين لتعزيز مكانتها الاقتصادية الدولية.

المصادر:
العربي
شارك القصة