بايدن يمنح الولايات الضوء الأخضر لبناء محطات شحن السيارات الكهربائية

منحت الإدارة الأميركية الضوء الأخضر لمختلف الولايات لبناء شبكة وطنية من محطات شحن السيارات الكهربائية تقوم على وضع محطات جديدة أو مطوّرة كل 50 ميلًا (80 كيلومترًا) على طول الطرق السريعة بين الولايات.

وتُعتبر الخطوة جزءًا من خطة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتحفيز تبنّي واسع النطاق للسيارات الكهربائية وسياسة تخفيف الانبعاثات.

وأعلنت الإدارة، اليوم الخميس، توفير 5 مليارات دولار من الأموال الفيدرالية للولايات على مدى خمس سنوات بموجب قانون البنية التحتية للرئيس جو بايدن، والذي يتضمّن سفرًا سلسًا وصديقًا للبيئة باستخدام السيارات الكهربائية.

متطلبات ضرورية

بموجب المتطلّبات الجديدة الصادرة عن وزارة النقل، يجب على الولايات تقديم خطط إلى الحكومة الفيدرالية، ويمكن أن تبدأ بناء المحطات بحلول هذا الخريف إذا ركّزت أولًا على الطرق السريعة، بدلًا من الأحياء ومراكز التسوق.

وعلى المحطة أن تضمّ أربعة منافذ شحن سريع على الأقل، تمكّن السائقين من إعادة شحن سياراتهم بالكامل في غضون ساعة تقريبًا.

وسيُساعد المكتب المشترك بين إدارتي النقل والطاقة على توفير التوجيه للولايات حول كيفية بناء الشبكة، مع الاهتمام أيضًا بخدمة المجتمعات الريفية والمحرومة.

وإذا لم تستوف الولايات المتطلّبات بالكامل، فإنها تُخاطر بالتأخير في الحصول على الموافقة من الإدارة الفيدرالية للطرق السريعة أو عدم الحصول على الأموال الفيدرالية على الإطلاق.

"ثورة" السيارات الكهربائية

من جانبه، قال وزير النقل بيت بوتيجيج، الذي ستكون له الموافقة النهائية على معظم جوانب التمويل: "قبل قرن من الزمان، بشّرت أميركا بدخول عصر السيارات الحديث، والآن يجب أن نقود ثورة السيارات الكهربائية".

ويُوفّر القانون أيضًا 2.5 مليار دولار إضافية للمنح المحلية، المخطط لها في وقت لاحق من هذا العام، لسد الثغرات المتبقية في شبكة الشحن في المناطق الريفية والمجتمعات المحرومة، والتي من غير المرجح حاليًا أن تمتلك السيارات الكهربائية الأعلى سعرًا.

وتعهّد بايدن خلال الحملة الرئاسية ببناء أول شبكة من 500 ألف محطة شحن، كما حدّد هدفًا يتمثّل في مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 50% بحلول عام 2030، باعتباره جزءًا من جهد أميركي أوسع نطاقًا لتحقيق صفر انبعاثات على مستوى الاقتصاد بحلول عام 2050.

زيادة كبيرة متوقّعة

وشكّلت السيارات الكهربائية أقلّ من 3% من مبيعات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة العام الماضي، حوالي 400 ألف سيارة كهربائية. وذكرت تقارير المستهلك، أن القلق من التوافر المحدود النطاق لمحطات الشحن هو من بين أهم مخاوف المستهلكين بشأن امتلاك سيارة كهربائية.

لكن يتوقّع الخبراء زيادات كبيرة في العقد المقبل.

وقالت وزيرة الطاقة جينيفر غرانهولم: "إننا نقوم بتحديث نظام الطرق السريعة للسائقين في المدن الكبيرة والصغيرة والبلدات والمجتمعات الريفية، للاستفادة من مزايا القيادة الكهربائية في توفير المال والمسافات"، في إشارة إلى ارتفاع أسعار المحروقات في الولايات المتحدة.

ويعتقد كبار مسؤولي الإدارة أن بناء المحطات الجديدة يمكن أن يحفّز استثمارات كبيرة إضافية من القطاع الخاص.

50 ألف موقع لمحطات الشحن

ويوجد أكثر من 50 ألف موقع لمحطات الشحن في الولايات المتحدة، مع أكثر من 100 ألف منفذ. وفي الوقت الحالي، يشحن مالكو السيارات الكهربائية سياراتهم في المنزل بنسبة 80% من الوقت، مما يجعل الحاجة إلى محطات شحن المركبات الكهربائية في الكليات، أو مواقف السيارات في المباني السكنية، أو حتى الشوارع العامة أقلّ إلحاحًا. ولكن من المرجّح أن يتغيّر ذلك لأن المزيد من الأشخاص الذين يقبلون على شراء السيارات الكهربائية ليس لديهم مرآب لإيواء محطة شحن.

وبموجب خطة وزارة النقل، ستكون الولايات مؤهلة لبناء محطات في الأحياء والمدن بمجرد تصديق الإدارة الفيدرالية للطرق السريعة ووزير النقل على قيامها بدورها للوفاء بالالتزامات الخاصة بشبكة الشحن على الطرق السريعة، والمعروفة باسم ممرات الوقود البديلة.

وشهد سوق المركبات الكهربائية نشاطًا واسعًا مطلع العام الحالي مع إعلان كبرى الشركات المنتجة عن مبيعات قياسية، وحديث أخرى عن خطط للتوسع في هذا المضمار.

وتعمل شركات السيارات الأميركية على توسيع نشاطها في مجال صناعة المركبات الكهربائية، حيث أنشأت شركة فورد 4 مصانع للبطاريات والمركبات.

بدورها، أعلنت "شركة "نيسان، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أنها ستطلق 23 طرازًا جديدًا للسيارات، 15 منها كهربائية، سعيًا لبلوغ الهدف المحدد للعام 2030.