Skip to main content

بحث عن مصادر بديلة للمياه.. الجفاف يهدد حركة التجارة البحرية عبر قناة بنما

الخميس 27 أبريل 2023

يهدّد الجفاف حركة النقل البحري في قناة بنما، التي تعتبر ممرًّا إلزاميًا لـ6% من حركة الملاحة التجارية العالمية بين المحيطين الأطلسي والهندي.

وتزوّد بحيرتان اصطناعيتان، هما بحيرة ألاخويلا وغاتون، القناة بالمياه اللازمة لتشغيل بوابات التحكّم بمرور المياه والسفن. لكن مستواهما انخفض بشكل كبير بسبب الجفاف الذي يضرب هذا الحوض المائي.

وقال ليدين غيفارا (43 عامًا) الذي يصطاد في بحيرة ألاخويلا مرتين شهريًا: "تفتقر هذه البحيرة للمياه أكثر فأكثر يومًا بعد يوم".

وفي بحيرة غاتون العملاقة، تعبر السفن من ضفة إلى أخرى.

وأمام هذا الوضع، اضطرت هيئة قناة بنما، للمرة الخامسة خلال هذا الموسم الجاف، إلى تقييد الوصول إلى القناة التي يمرّ عبرها 6% من التجارة البحرية العالمية، وبشكل أساسي من الولايات المتحدة والصين واليابان.

وتوفّر البحيرتان المياه التي تسمح بتشغيل البوابات الضخمة لمرور المياه التي ترفع السفن من جانبَي الهادئ والأطلسي إلى مستوى القناة، أو تُنزلها إلى مستوى المحيطات.

قيّدت هيئة قناة بنما وصول السفن الضخمة إلى القناة- غيتي

ومع مرور كلّ سفينة، يُصرّف نحو 200 مليون لتر من المياه العذبة في البحر.

وقال المسؤول في هيئة قناة بنما إريك كوردوبا: "تؤثّر قلّة الأمطار أولًا على مخزون المياه لدينا. وبالتالي، لم يعد بالإمكان مرور السفن من فئة نيوبنماكس (Neopanamax)، وهي الأكبر ويزيد طول غاطسها عن 15 مترًا بقليل في المياه العذبة".

في السنة المالية 2022، مرّ أكثر من 14 ألف قارب يحمل ما مجموعه 518 مليون طن من البضائع عبر القناة، حصّلت منها بنما 2.5 مليار دولار.

إيجاد مصادر جديدة للمياه في قناة بنما

عام 2019، دُقّ ناقوس الخطر للمرة الأولى، إذ لم تعد القناة تتلقّى إلّا ثلاثة مليارات متر مكعب من المياه العذبة، بينما تحتاج إلى أكثر من 5.2 مليارات لتعمل.

مذاك الحين، تخشى سلطات بنما من أن يبحث أصحاب السفن عن طرق أخرى بديلة بسبب حالة عدم اليقين بشأن إمكان المرور عبر القناة.

ومؤخرًا، أقّر مدير هيئة قناة بنما ريكاورتي فاسكيس، في حديث مع موقع "إس إن إي بي نوتيثياس "SNIP Noticias" الإخباري البَنمي، بأن النقص في المياه هو التهديد الرئيسي لحركة المرور عبر القناة الرابطة بين المحيطين.

النقص في المياه هو التهديد الرئيسي لحركة المرور عبر القناة الرابطة بين المحيطين- غيتي

من جهته، قال المدير السابق لهيئة قناة بنما خورخيه خويكانو: "من دون توفير كميات جديدة من المياه، سيمنع الوضع نمو نشاط القناة، مضيفًا أنه "من الضروري إيجاد مصادر جديدة للمياه لمواجهة التغيّر المناخي".

صراع فلسفي حول تأمين المياه

ويؤمن حوض القناة المائي مياهًا عذبة لأكثر من نصف سكان بنما البالغ عددهم 4.3 ملايين نسمة.

وتسبّب الجفاف بانقطاع المياه الجارية في عدة مناطق في البلاد. واحتجّ بعض السكان فيما يخشى خبراء من نزاعات بين مستخدمي المياه وهيئة تشغيل القناة التي تتوسّع حولها المدينة من دون خطة عمرانية فعلية، ما قد يؤدي إلى ارتفاع كبير جدًا في الطلب على مياه الشرب.

وحذّر مدير هيئة القناة ريكاورتي فاسكيس قائلًا: "لا نريد الوصول إلى صراع فلسفي حول تأمين المياه إمّا لسكان بنما أو للتجارة الدولية".

والثلاثاء، دعا مكتبه الحكومة إلى "ضمان الوصول إلى خدمات توزيع المياه بأسعار معقولة وموثوقة" لأن الوصول إلى المياه "حقّ من حقوق الإنسان الأساسية".

وعانت القناة من "نقص في المتساقطات مثل باقي أنحاء البلاد لكن ضمن الحدود الطبيعية لموسم الجفاف" المداري، وفقًا لمديرة معهد الأرصاد الجوية في بنما لوس دي كالساديا.

لكنّها في الوقت نفسه، حذّرت من أنه "من المحتمل جدًا" أن تتأثر دولة بنما خلال النصف الثاني من العام بظاهرة النينيو المناخية التي تتميّز بتراجع نسبة المتساقطات.

وقالت: "في الحقيقة، تصنع هيئة إدارة القناة معجزات من أجل الحفاظ على النشاط التجاري مع الوفاء بمسؤوليتها الاجتماعية المتمثلة في توفير مياه الشرب للاستهلاك البشري".

من جهته، قال الصيّاد ليدين غيفارا: "هذا العام، رأيت أسوأ جفاف" في بحيرة ألاخويلا.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة