الخميس 2 مايو / مايو 2024

أكثر احتمالًا بمقدار 20 مرة.. تغير المناخ يزيد فرص حدوث الجفاف

أكثر احتمالًا بمقدار 20 مرة.. تغير المناخ يزيد فرص حدوث الجفاف

Changed

فقرة من برنامج "صباح جديد" حول تأثير تغير المناخ على الجفاف في العالم (الصورة: غيتي)
خلصت دراسة إلى أن الجفاف الذي أثر على أجزاء كبيرة من أوروبا والولايات المتحدة والصين هذا الصيف، أصبح أكثر احتمالًا بمقدار 20 مرة بسبب تغير المناخ.

في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحديات أمنية واقتصادية وغذائية وصحية جمة، دخل شبح جديد الخط وألقى بظلاله على العالم وهو تغير المناخ، إذ توقعت دراسة جديدة لا تبشر بالخير ازدياد احتمالية حدوث الجفاف بنحو 20 مرة.

وتوصل باحثون من شبكة "وورلد ويذر أتريبيوشن" بعد دراستهم العلاقة بين الطقس المتطرف وتغير المناخ إلى أن الجفاف الذي أثر على أجزاء كبيرة من أوروبا والولايات المتحدة والصين هذا الصيف، أصبح أكثر احتمالًا بمقدار 20 مرة بسبب تغير المناخ.

وحلل العلماء بيانات الطقس والمحاكاة الحاسوبية ورطوبة التربة في جميع المناطق باستثناء المناطق الاستوائية، ووجدوا أن تغير المناخ جعل ظروف التربة الجافة أكثر احتمالًا خلال الأشهر الماضية.

وأجري هذا التحليل باستخدام الاحترار الذي شهده المناخ بالفعل حتى الآن، لكن علماء المناخ، حذروا من أنه سيصبح أكثر دفئًا، وقد وضع مؤلفو الدراسة ذلك في الاعتبار.

وتوقع باحثون مشاركون في الدراسة من جامعة "زوريخ" في سويسرا أنه مع ارتفاع الحرارة بمقدار 8 أعشار في الدرجة المئوية سيحدث هذا النوع من الجفاف مرة كل عشر سنوات في غرب أوروبا الأوسط، وكل عام في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي.

وبحسب علماء المناخ، إذا أخفق العالم في تنفيذ خطة العمل بشأن المناخ فقد يشهد الكوكب كثيرًا من الآثار السلبية على جميع الأصعدة، مؤكدين أن العالم بحاجة إلى صحوة وتعاون مكثف من أجل خفض انبعاثات الكربون عالميًا.

"وداعًا أيتها الطبيعية"

وفي هذا الإطار، يشرح الخبير في مجال المياه والبيئة جاسم الأسدي، أن العالم رفع شعار "وداعًا أيتها الطبيعية" منذ نهاية القرن الثامن عشر، وبداية القرن التاسع عشر حين دخلت الثورة الصناعية، مشيرًا إلى أن هذا العصر يسمى "الجيولوجي البشري"، وذلك لمشاركة البشر القوى الطبيعية الأخرى في مسؤوليتها عن الحالة الجيولوجية للكرة الأرضية، التي شهدت تغيرًا هائلًا، أكثر بـ30 مرة عما كانت عليه الأرض قبل بدايات القرن الثامن عشر.

ويضيف في حديث إلى "العربي" من الأهوار جنوبي العراق، أن العالم لا يشهد فقط جفافًا إنما يشهد أيضًا فيضانات في مناطق أخرى، حيث أن المؤشرات العلمية تقول إن الأنهار الجليدية بدأت بالذوبان أيضًا، مما سيؤدي إلى خسارة بشرية، لأن الفقراء سيصبحون أكثر فقرًا في ظل التغيرات المناخية وتأثيراتها على الزراعة والبيئة والاقتصاد.

ويشير الأسدي إلى أن الإنسان يستطيع أن يحد من الجفاف ومن تأثيرات التغير المناخي، عبر تسعير الكربون، أو ما يسمى الضريبة الكربونية، وإنهاء دعم الوقود الأحفوري الذي يتسبب كثيرًا في صعود الغازات المؤثرة على المناخ، بالإضافة إلى بناء المدن المرنة منخفضة الانبعاثات الكربونية وزيادة كفاءة استخدام الطاقة المتجددة.

ومن الخطوات التي يمكن أن تحد من التغيرات المناخية والجفاف بحسب الأسدي، هي تطبيق ممارسات الزراعة المراعية للمناخ والحد من التوسع في الغابات.

ونبه الأسدي من الأخطار التي تحدق بكوكب الأرض، وهي الجفاف والفيضانات وارتفاع منسوب البحار، حيث ستختفي مدن وجزر كبيرة من الأرض بحدود 2050، مشيرًا إلى أن ملايين البشر سيفقدون قدرتهم على الإنتاج الزراعي فضلًا عن خروج ملايين الدونمات من الخطط الزراعية بخاصة في الدول الفقيرة ذات النمو السكان الكبير.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close