برغر في البيت الأبيض.. بايدن: نحتفل بالاستقلال عن فيروس "لم نهزمه بعد"

احتفل الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأحد، بذكرى مرور 245 عامًا على استقلال الولايات المتحدة، بفتح أبواب البيت الأبيض، ودعوة الأميركيين للقيام "بما عليهم" للقضاء على وباء كورونا.

واستقبل بايدن مع زوجته جيل بايدن، في أكبر فعالية في البيت الأبيض منذ تولّيه منصبه في يناير/ كانون الثاني، ألفًا من العسكريّين وعائلاتهم والعاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة الجائحة. وشهد الحفل توزيع شطائر برغر وإطلاق ألعاب نارية.

وقال بايدن إنّ بلاده باتت "تُسيطر" على كوفيد-19، إلا أنّه دعا مواطنيه إلى تلقّي التطعيم ضدّ فيروس لم "يُهزم" بعد.

وقارن الرئيس بين إعلان الاستقلال عن الامبراطوريّة البريطانيّة عام 1776، والتعافي السريع من فيروس كورونا، قائلًا: "قبل مئتين وخمسة وأربعين عامًا، أعلنّا استقلالنا عن ملك بعيد؛ أما اليوم، فنقترب أكثر من أيّ وقت مضى من إعلان استقلالنا عن فيروس قاتل".

وأضاف: "الرابع من يوليو/ تموز هذا العام هو يوم احتفال خاص بخروجنا من الظلام ومن عام وباء وعزلة وألم وخوف، وفقدان يفطر القلب".

لكنّه حذّر، في الوقت نفسه، من أنّ كوفيد-19 لم "يُهزم" بعد، في حين يُثير الانتشار السريع للمتحوّرة دلتا الشديدة العدوى، ومعدّل التطعيم المنخفض في بعض المناطق، قلق الخبراء.

وقال بايدن: "كوفيد-19 لم يُهزم. نعلم جميعًا بأنّ متحوّرات قويّة قد ظهرت، مثل المتحوّرة دلتا"، معتبرًا أنّ تلقّي التطعيم في هذه الظروف هو "أكثر الأمور وطنيّةً على الإطلاق".

وحيّا بايدن ذكرى الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم نتيجة الفيروس، حيث بلغ عدد الوفيات في الولايات المتّحدة أكثر من 600 ألف جرّاء الفيروس. وقال "خلال العام الماضي، عشنا بعضًا من أحلك أيّامنا. نحن على وشك رؤية مستقبلنا المشرق".

وبعد تصدّرها لائحة الدول الأكثر تضرّرًا من الجائحة، بتسجيلها أكثر من 600 ألف وفاة، باتت الولايات المتحدة نموذجًا في السيطرة على فيروس كورونا.

ومع انخفاض عدد حالات الاستشفاء والوفيات جراء الفيروس بنسبة 90% منذ يناير/ كانون الثاني، واستئناف غالبية الأنشطة المتوقفة، قال منسق الاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض جيف زينتس لشبكة "أيه بي سي" الأميركية: "لدينا الكثير للاحتفال به. أظن أننا قطعنا شوطًا أطول مما توقّعه أي شخص في هذه المعركة ضد الوباء".

تهديد "دلتا"

لكنّ السرور لن يبلغ أعلى مستوياته، بسبب عدم تمكّن البيت الأبيض من تحقيق هدفه الذي روّج له كثيرًا، وهو تطعيم سبعة من كلّ عشرة بالغين بجرعة لقاح بحلول عيد الاستقلال.

وأعرب معارضو إقامة الحفل في البيت الأبيض عن قلقهم من احتمال أن يبعث برسالة خاطئة للناس؛ إذ إنّ 46% فقط من الأميركيّين تلقّحوا بالكامل، في وقتٍ تتفشّى في المناطق ذات التطعيم المنخفض متحوّرة دلتا الشديدة العدوى.

وسلّط مسؤولو الصحة العامة الضوء على مناطق ريفية واسعة بدأت مستشفياتها بالامتلاء مرة أخرى، خصوصًا في يوتاه وميزوري وأركنساو ووايومينغ.

وقال أبرز خبراء الأمراض المعدية في أميركا أنتوني فاوتشي لشبكة "إن بي سي": إن غير المطعّمين يمثلون حاليًا 99,2% من المتوفين نتيجة الفيروس.

الحلم الأميركي

وأرسلت إدارة بايدن أيضًا وزراء ومسؤولين آخرين إلى فعاليات رياضية وحفلات طهو ومهرجانات في كلّ أنحاء البلاد، في إطار جولة رسمية.

ويُظهر البيت الأبيض كثيرًا من الثقة. وقد أعطى ستة من كل 10 مشاركين في استطلاع جديد أجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "أيه بي سي" نُشر الأحد، تقييمات إيجابية لبايدن لتعامله مع الجائحة.

واحتفل الأميركيون بمشاهدة عروض الألعاب النارية وتناول النقانق والاستماع إلى عزف الفرق الموسيقية.

ويُعتبر إطلاق الألعاب النارية من أشهر مظاهر الاحتفال بيوم الرابع من يوليو.

وقال السناتور عن ولاية كاليفورنيا أليكس باديلا: إن عيد الاستقلال "تذكير بالحلم الأميركي".

وأقيمت على نطاق محدود بسبب كوفيد-19 مسابقة ناثان فيماس لتناول النقانق في كوني آيلاند في بروكلين، مع مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي بين الحضور.

كما خرجت الفرق الموسيقية لتقديم العروض التقليدية بالشارع الذي يقع فيه مبنى الكونغرس.