Skip to main content

بسبب سجن "أبو غريب".. فنانون عراقيون يسحبون أعمالهم من معرض ألماني

الجمعة 19 أغسطس 2022

أعلن فنانون عراقيون سحب أعمالهم من معرض "بينالي برلين" احتجاجًا على عمل فني يتضمّن صورًا مفجعة تظهر آثار تعذيب لمعتقلين سابقين في سجن "أبو غريب".

وذكر موقع "آرت نيوز" أنه على الرغم من أن المعرض قدّم اعتذاره، إلا أن الفنانين العراقيين سحبوا أعمالهم معتبرين أن الاعتذار غير كافٍ، ومحاولة "استغلال لعملنا وهوياتنا كعراقيين".

واحتجّ الفنانون العراقيون على العمل الفني باسم " Poison Soluble" للفنان الفرنسي جان جاك ليبل، بعد افتتاح المعرض في يونيو/ حزيران الماضي.

 وفي أواخر يوليو/ تموز الماضي، اشتدّ الجدل حول العمل الفني،عندما نشر الفنان العراقي ريجين ساهاكيان رسالة مفتوحة حول العمل، وقّعها أكثر من 10 فنانين، من بينهم 3 عراقيين مشاركين في المعرض هم سجاد عباس ورائد مطر وليث كريم.

وكتب الفنانون، في بيان نشره موقع "آرت فورم": "في معرض يعطي الأولوية لعرض العراقيين المسجونين ظلمًا الذين تم تصويرهم وهم يتعرضون للتعذيب الجنسي والبدني، لا نجد صدقًا أو شفافية في هذا الرد".

وأشار البيان إلى أن عضوة الفريق الفني في المعرض آنا تيكسيرا بينتو، استقالت احتجاجًا على العمل،

المعرض يعتذر

في بيان نُشر بعد حوالي أسبوعين ونصف من نشر رسالة ساهاكيان، قال معرض "بينالي برلين" إنه تلقّى الرسالة بـ" ذهول كبير"، مقدمًا اعتذاره للألم الشديد الذي عبّر عنه الفنانون العراقين بسبب وضع لوحاتهم بالقرب من عمل جان جاك ليبل".

وأضاف بيان الاعتذار: "لم نقدّر حساسية الموقف. ونعتذر عن عدم مناقشة تنسيق وضع لوحاتهم مسبقًا في هذه الحالة الخاصة. وبالمثل، نأسف لأن عملية استبدال الأعمال استغرقت وقتًا طويلًا".

ولم يذكر البيان ما إذا سيتمّ إزالة عمل ليبل من المعرض، رغم الإشارة إلى أن "بينالي برلين" "يعمل مع الفنانين المحتجين على إيجاد طريقة لحل القضية".

بدوره، قال الفنان قادر عطية، أمين معرض "بينالي برلين" لهذا العام، والفريق الفني، في بيان: "نفهم أن لوحة الفنان الفرنسي تنشط الألم والصدمة، ومع ذلك، فقد اعتبرنا أنه من المهم عدم الانغماس في الدافع لغضّ الطرف عن جريمة إمبريالية حديثة جدًا"، معتبرين أن "إظهار جراح الفرد هو جزء من عملية الكشف عن الجرائم التي ارتكبها البشر على الآخرين وإصلاحها".

ولوحة " Poison Soluble" عبارة عن هيكل يشبه المتاهة، تتكوّن جدرانه المعلقة من صور لمعتقلي أبو غريب يتعرضون للتعذيب والاعتداء الجنسي وانتهاكات ارتكبها الجنود الأميركيون. ووسط هذه الصور، هناك لقطات لقرى عراقية تركت تحت الأنقاض بعد أن دمرها سلاح الجو الأميركي.

وقال ليبل، في بيان على موقع "بينالي برلين": "الهدف من هذا المشروع هو استفزاز المشاهد للتأمل في عواقب الاستعمار".

"أكثر الأعمال المكروهة"

لكن ساهاكيان ردّ على ليبل، معتبرًا أنه "لا يوجد شيء في العمل يشير إلى فقدان المعلومات، إلى أي شيء لم نره من قبل. الصور التي غمرت وسائل الإعلام العالمية قبل عقدين من الزمان أظهرت فقط قدرة الولايات المتحدة على تحريك العالم لكراهية المجتمع العراقي وإساءة معاملته".

واتفق العديد من النقّاد مع وجهة نظر ساهاكيان. ووصفت سيدارثا ميتر، في مقالة لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية،  القطعة بأنها "درس موضوعي حول سقوط نمط أوروبي وذكوري معين من الفن المناهض للعنصرية والمناهض للاستعمار، على الرغم من تشكيله في معارك سياسية حقيقية، في الاستغلال".

من جهتها، كتبت إميلي واتلينغتون في مراجعة لموقع "Art in America" أن عمل ليبل كان "أكثر عمل مكروه عالميًا- وبشكل عادل- في بينالي برلين".

وتفجّرت فضيحة تعذيب الجيش الأميركي للمعتقلين في سجن أبو غريب عام 2004.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة