بعد الإنجاز الآسيوي.. انتقاد عنيف من نجم لبنان لكرة السلة وائل عرقجي

يثير نجم منتخب لبنان لكرة السلة وائل عرقجي الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن وجّه انتقادات حادة إلى السياسيين اللبنانيين على خلفية الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

وبعد أن نجح عرقجي ورفاقه بتجاوز منتخب الصين في ربع النهائي لكأس الأمم الآسيوية باللعبة، احتفل اللبنانيون بالإنجاز الكبير لمنتخب بلادهم، والذي يقترب من المشاركة في كأس العالم بحال تفوق على منتخب الأردن بنصف النهائي للبطولة.

ويلعب "رجال الأرز" مع "النشامى" غدًا في العاصمة الأندونيسية جاكرتا، بعد أن تمكن عرقجي لوحده من فرض اسمه نجمًا في البطولة بعد تسجيله 32 نقطة من أصل 72 نقطة أمام الصين صاحبة الـ69 نقطة في المباراة.

وبات عرقجي النجم الأكثر تأثيرًا في اللبنانيين خلال هذه المرحلة، التي تمر بها البلاد بأزمة اقتصادية غير مسبوقة، وانهيار مالي تاريخي، حيث تهاوت العملة المحلية، وفقدت الليرة أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، وعجزت الدولة عن تأمين الطاقة الكهربائية، وسط شح مواد أساسية في السوق المحلي. 

وبعدما تقدم ميقاتي بالتهنئة للمنتخب على الإنجاز، شن حساب شخصي يعود إلى اللاعب عرقجي هجومًا عنيفًا على رئيس الحكومة، وكتب معلقًا على إحدى الصفحات الرياضية، "لا نحتاج إلى تهنئتك، لأننا نحاول جاهدين أن نزيل الهراء الذي ارتكبته أنت وأمثالك من السياسيين، فالأفضل لكم أن تصمتوا".

"يمثلنا"

وكان كل من ميقاتي، ورئيس الجمهورية ميشال عون، وعدد من السياسيين والنواب قد أشادوا بأداء المنتخب وإنجازه، عبر صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل.

وبعد مرور أكثر من يوم على التعليق، لم ينف عرقجي مسؤوليته عن الحساب، وأكدت وسائل إعلام محلية أن الحساب يعود إلى اللاعب النجم، الأمر الذي أدى لحملة تضامن واسعة مع عرقجي، وتأييد لنجم لبنان المحبوب.

ويحمّل اللبنانيون الطبقة السياسية الحالية ورجالاتها، مسؤولية الانهيار الذي تشهده البلاد، لا سيما بعد حراك 17 أكتوبر/ تشرين الأول الذي طالب فيه المواطنون بإسقاط "المنظومة السياسية الحاكمة"، ورفعوا شعار: "كلهم يعني كلهم".

"البلد الحزين"

وليست هذه المرة الأولى التي تلقى تصريحات عرقجي صدًى واسعًا في الشارع اللبناني، فبعد مباراة الصين قال اللاعب: "أتينا من بلد مكسور وحزين، لنُفرِح اللبنانيين".

وفي شهر فبراير/ شباط الماضي، قال النجم عقب فوز لبنان بكأس العرب: "من يستحق البطولة هم اللبنانيون، وكل لبناني في بيته دون كهرباء، ولكل لبناني يناضل يوميًا"، وأضاف: "هذه البطولة لكم، فقسمًا، لقد فعلنا كل ما بوسعنا لنرسم الفرحة على وجوهكم".

لكن الانتخابات النيابية الأخيرة أعادت العديد من الوجوه السياسية المعروفة إلى البرلمان، رغم الخروقات التي حققتها مجموعات المجتمع المدني وحراك 17 أكتوبر، الأمر الذي تسبب بنقمة على قانون الانتخابات الحالي.

ويبلغ عرقجي من العمر 27 عامًا، وهو من اللاعبين المحترفين في لبنان، وقد حقق مؤخرًا بطولة البلاد مع فريق بيروت، قبل أن ينتقل إلى الجهراء الكويتي. ويعتبر اللاعب الذي بدأ مع أحد أعرق النوادي في لبنان "الرياضي" مرشحًا بقوة لجائزة أفضل لاعب في آسيا.

ويشهد غدًا السبت مرحلة نصف النهائي في البطولة القارية، فيلتقي منتخب أستراليا منتخب نيوزلندا، بينما ستكون المواجهة العربية العربية بين لبنان والأردن محط أنظار المتابعين العرب، حيث يأمل المنتخبان بالوصول إلى نهائي الكأس.