Skip to main content

بعد الموقف المصري.. تنديد سوداني بإنتاج إثيوبيا الكهرباء من سد النهضة

الثلاثاء 22 فبراير 2022

ندد السودان، أمس الإثنين، بقرار إثيوبيا بدء إنتاج الكهرباء من سد النهضة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان مصر رفضها قرار أديس أبابا تشغيل السد بشكل "أحادي".

وأتى التنديد السوداني فيما اعتبرته الخرطوم "إجراءات أحادية الجانب" من قبل إثيوبيا في شأن هذا النزاع حول المياه بين الدول الثلاث المتجاورة.

واعتبر المتحدث الرسمي باسم الفريق السوداني المفاوض في هذا الملف عمر كامل أن الإجراءات التي اتخذتها إثيوبيا "أمر يتنافى مع روح التعاون ويشكل خرقًا جوهريًا للالتزامات القانونية الدولية لإثيوبيا، كما يخالف ما تم الاتفاق عليه بين الدول الثلاث في إعلان المبادئ".

وأطلق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رسميًا عملية إنتاج الكهرباء من السد على النيل الأزرق الأحد الماضي، في مرحلة جديدة من المشروع المثير للجدل الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات، واصفًا الخطوة بأنها "ولادة حقبة جديدة".

وقال كامل: "يؤكد السودان موقفه الرافض لكل الإجراءات أحادية الجانب في كل ما يتعلق بملء وتشغيل السد".

شريان الشرق الإفريقي

وفي 2011 أطلقت إثيوبيا المشروع الذي تقدّر قيمته بنحو 4 مليارات دولار ويهدف إلى بناء أكبر سد لإنتاج الطاقة الكهرمائية في إفريقيا، إلا أنه يثير توترات إقليمية خصوصًا مع مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير حوالي 90% من حاجاتها من مياه الري والشرب.

والأحد، أكدت مصر في بيان لوزارة الخارجية على أن هذه الخطوة "تُعد إمعانًا من الجانب الإثيوبي في خرق التزاماته بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ (المنظم للخلافات بشأن السد) عام 2015، الموقع من جانب آبي أحمد".

وترى القاهرة والخرطوم في المشروع تهديدًا لهما نظرًا إلى اعتمادهما الكبير على مياه النيل، فيما تعتبره أديس أبابا ضروريًا لتأمين الكهرباء ولتنمية البلاد.

ويقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول-قمز على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان. ويبلغ طوله 1,8 كلم وارتفاعه 145 مترًا. ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا مع النيل الأبيض في الخرطوم ليشكلا معًا نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصبّ في البحر المتوسط. وبالنسبة إلى مصر، فإن السد يشكل تهديدًا وجوديًا.

الاتفاق أولًا

من ناحيته، يأمل السودان في أن يسهم المشروع في ضبط الفيضانات السنوية، لكن يخشى أن تلحق أضرارًا بسدوده في غياب اتفاق حول تشغيل سد النهضة. ولم تتوصل محادثات أجريت برعاية الاتحاد الإفريقي لاتفاق ثلاثي حول ملء السد وتشغيله. وطالبت القاهرة والخرطوم بأن تتوقف أديس أبابا عن ملء خزان السد إلى حين التوصل إلى اتفاق.

كما دعت الأمم المتحدة الصيف الماضي الدول الثلاث إلى مواصلة محادثاتهم تحت إشراف الاتحاد الإفريقي.

وإلى جانب مسألة المياه، هناك نزاع حدودي بين السودان وإثيوبيا حول أراضٍ خصبة في منطقة الفشقة الشاسعة في ولاية الغضارف السودانية شرق البلاد.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة