Skip to main content

بعد غياب.. فرقة "الراحل الكبير" تعيد إحياء الأغنية السياسية في لبنان

الأحد 9 أكتوبر 2022

بعد ثلاثة أعوام من الغياب، عادت فرقة "الراحل الكبير" الموسيقية لتقدم في بيروت الأسبوع الماضي، عرضين عرفا حضور جماهيريا كبيرا، نظرا لما يتضمنه برنامجها الموسيقي من أغان نقدية سياسية ساخرة. 

وحمل عنوان العرض الجديد للفرقة التي تضم مجموعة من الفنانين والموسيقيين اللبنانيين الشبان، "مؤسف، مؤلم، ومعيب"، حيث قالت "الراحل الكبير" في بيان تعريفها عن الحفل قبل انطلاقه: إنّ العنوان يأتي "التزامًا بالقوانين اللبنانيّة التي تحظر استخدام الشتائم في عناوين العروض الفنيّة، وخصوصاً الشتائم بحقّ القامات" وفق تعبيرها. 

"رقص على جثة النظام"

يأتي الحفل وسط أوضاع معيشية صعبة تعيشها البلاد، منذ خريف عام 2019، حيث يشهد لبنان واحدة من أكبر الأزمات المالية في العالم، وفق تعبير البنك الدولي، وكذلك أزمات سياسية عدة بين فرقاء السلطة الحاكمة، في ظل غياب حكومة أصيلة منذ أشهر، لعدم وجود توافق بينهم. 

وعن الحفلين، قال خالد صبيح الكاتب والعازف في الفرقة خلال حديث إلى "العربي": "حافظنا على السخرية، لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكن الحوار بها فنيًا مع هذا النظام السياسي، إضافة إلى الأغاني التي نعت بمضمونها هذا البلد، وتحديدًا أغنية (رقص على جثة نظام)، وهذا ما كان جديدًا في الحفلتين". 

من جانبه، رأى الناقد الفني محمد حجازي، في حديث إلى "العربي"، من بيروت، أن الفرقة استطاعت عكس واقع المجتمع اللبناني الحالي، وبات ملفتًا جدًا ذاك الحب الذي يكنه جمهورها لها، وسط التصفيق المتواصل، والإقبال على شراء التذاكر رغم الوضع المعيشي الصعب، لكن أهميتها أنها قادرة على تمرير كل المواقف التي تؤمن بها دون إزعاج الرقابة.

"رقابة مبطنة"

ويجد جمهور واسع في لبنان في الفرقة صوته، لا سيما خلال العقد الأخير، حيث استطاعت "الراحل الكبير" مقاربة المشهد منذ الربيع العربي عام 2011، مرورًا بالخيبات والانكسارات والقمع والتشدد، على مستوى المنطقة. 

وأشار حجازي إلى أن "الراحل الكبير" باتت فرقة تجيد قياس مواقفها، دون اصطدام مع الرقابة وبكل نجاح، وسط انسجام وتفاعل واسع مع الناس.

ويوضح حجازي خلال مداخلته مع "العربي" تأثير الرقابة في لبنان، معتبرًا أن الرقابة الحقيقية هي من الأطراف السياسية وما تمثله أحزابها وزعاماتها، والتي قد تتسبب بكارثة لأي فنان أو نجم لبناني في حال لم ترض عن مضمون ما يقدمه. 

وكانت الفرقة قد أكدت أن لا تمديد للعرضين رغم الإقبال، كون أفرادها استطاعوا الاجتماع، بعد أن فرض الواقع السياسي والاقتصادي هجرتهم، كما عامة فئات الشعب اللبناني، الذي لجأ عدد كبير منه إلى الخارج في ظل تلك الأوضاع الصعبة. 

المصادر:
العربي
شارك القصة