Skip to main content

بعد مقتل 13 شخصًا.. الجيش الكولومبي يُحكم قبضته على مدينة كالي

الأحد 30 مايو 2021
رغم تراجع الحكومة عن مشروعها يتواصل السخط الشعبي وتحوّل إلى احتجاجات أوسع في بلد يعاني عنفًا مستمرًّا وصعوبات اقتصادية

أحكم الجيش الكولومبي قبضته بحلول صباح الأحد على مدينة كالي، ثالث كبرى مدن البلاد، ومركز التظاهرات الاحتجاجية ضدّ الحكومة التي دخلت شهرها الثاني، مسفرة عن مقتل 13 شخصًا على الأقل.

وبدت شوارع كالي البالغ عدد سكانها 2,2 مليون نسمة السبت شبه مقفرة غداة مواجهات بين المتظاهرين والشرطة ومدنيين مسلحين.

وتأتي الاحتجاجات ضد حكومة الرئيس إيفان دوكي بعد شهر على بدء التظاهرات في كولومبيا في 28 أبريل/ نيسان، ضد مشروع حكومي لزيادة الضرائب. 

ورغم تراجع الحكومة عن مشروعها، يتواصل السخط الشعبي وتحوّل إلى احتجاجات أوسع في بلد يعاني عنفًا مستمرًّا وصعوبات اقتصادية فاقمها تفشّي فيروس كورونا.

"تقارير موثوق منها"

وقتل خلال شهر من الاحتجاجات 59 شخصًا على الأقل، بحسب ما قال مسؤولون بما في ذلك الـ13 شخصًا الذين قتلوا في كالي. وأصيب نحو 2300 مدني وعسكري وأعلن عن فقدان 123 شخصًا، حسب بيانات وزارة الدفاع.

من جهتها، تتحدث منظمة هيومن رايتس ووتش عن وجود 63 قتيلًا في أرجاء البلاد، مستندة إلى "تقارير موثوق منها"، ووصفت الوضع في كالي بـ"الخطير للغاية".

وقال دوكي، الذي انتقل إلى كالي الجمعة، إنّه نشر الجيش في المدينة لدعم الشرطة فيها وفي كل مكان آخر مع تحول الاحتجاجات إلى انتفاضة أوسع ضد مؤسسات الدولة.

وأمر دوكي بإرسال 7 آلاف جندي للمساعدة في فتح الطرق التي أغلقها المحتجون والقيام بدوريات في 10 ولايات، مع نشر 1141 جنديًا في كالي.

"تقريبًا حرب أهلية"

وقال شاهد لـ"فرانس برس" فضل عدم ذكر اسمه خشية التعرض لأعمال انتقامية: إنّ مجموعة من المحتجين في كالي كانوا يحتفلون بمرور سنة على انطلاق الاحتجاجات حين "دوّى إطلاق نار".

وتابع الشاب البالغ 22 عامًا: "بدؤوا في قتل الناس"، مضيفًا أنّ الرصاص جاء من "خمسة رجال في زي مدني من خلف الأشجار". وتدعم مقاطع فيديو انتشرت عن الحادث روايته. وذكرت الشرطة في بيان أنها تحقق في الأمر.

وقال وزير الأمن في كالي كارلوس روخاس: "في جنوب المدينة لدينا مشهد مواجهة حقيقية وتقريبًا حرب أهلية حيث ليس فقط فقد الكثير من الناس أرواحهم، لكن أيضًا هناك عدد كبير من الجرحى".

وترأس دوكي الجمعة اجتماعًا أمنيًا في المدينة أعلن بعده أنّ "نشر أقصى مساعدة عسكرية للشرطة الوطنية" سيبدأ فورًا.

ودعا مدير منطقة الأميركيتين في منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية خوسيه ميغيل فيفانكو الرئيس الكولومبي إلى اتخاذ "إجراءات عاجلة لوقف التصعيد بما في ذلك إصدار أمر محدد بحظر استخدام الأسلحة من قبل عناصر الدولة". وأكد أن "كولومبيا لم تعد تحتمل سقوط مزيد من القتلى".

وراوحت محاولات الحكومة للوساطة مكانها إلى حد كبير، إذ فشلت في احتواء غضب الشباب المسيّس المتضرر من الجائحة والتفاوت الكبير في المداخيل. وتشير تقديرات إلى أن ثلث الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 14 و28 عامًا لا يعملون ولا يدرسون.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة