تأثير إيجابي لزقزقة العصافير.. المشي في الطبيعة يقلل التوتر

تؤثر مشاهدة الطيور وسماع أصواتها بشكل إيجابي على رفاهية معظم الأشخاص، وفقًا لمسح بريطاني. 

وبحسب صحيفة "الغارديان"، بدأت السلطات المعنيّة بحثّ الناس في بريطانيا على تعزيز صحتهم العقلية من خلال قضاء ساعة في عدّ طيور حديقتهم أو إحدى الحدائق العامة، ضمن فعالية "بيغ غاردين بيردووتش" (big garden birdwatch) التي تنظمها الجمعية الملكية لحماية الطيور. 

وشارك ما يقرب من 700 ألف شخص العام الماضي، بإحصاء أكثر من 11 مليون طائر. وكان عصفور المنزل هو أكثر زوار الحديقة شيوعًا، يليه العصفور الأزرق والزرزور. 

ووجد استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" بتكليف من الجمعية الملكية لحماية الطيور، أن 88% من البالغين في المملكة المتحدة قالوا: إن قضاء الوقت في الهواء الطلق للاستمتاع بالعالم الطبيعي كان أمرًا مهمًا بالنسبة لهم.

وأظهرت دراسات مختلفة أن قضاء الوقت في الغابات والأراضي الرطبة والمساحات الطبيعية الأخرى يحسّن الصحة العقلية ويزيد من الرفاهية.

تأثير الطبيعة الإيجابي

وللطبيعة تأثير إيجابي على الإنسان، فقد كشفت دراسة أن المشي لمدة ساعة واحدة في الطبيعة يمكن أن يحدث تغيرًا كبيرًا في المزاج ويزيل التوتر.

وقال الباحثون في الدراسة: إن تنشيط اللوزة، وهي جزء من الدماغ يشارك في معالجة الإجهاد، قد انخفض أثناء المشي في الطبيعة، فيما ظلّت مستقرة بعد المشي في المناطق الحضرية.

وتساءلت باحثة علم الأعصاب والمؤلفة الرئيسية للدراسة صونيا ساديماك بشأن ما إذا كانت الطبيعة وحدها هي المتسبب في الراحة بالفعل، أم أن هناك عوامل أخرى غير واضحة.

فوائد نفسية وعقلية للبيئة الطبيعية

وأجرى الباحثون في الدراسة تجربة على قرابة 60 شخصًا وُزعوا للمشي بين منطقة ريفية وأخرى حضرية، ولاحظوا أن كل من تجوّل في الغابة قد انخفضت مستويات الإجهاد لديه بينما لم يلاحظ ذلك على السائرين على الطريق الحضري.

وقال الباحثون: إن النتائج تشير إلى أن المشي في الأماكن الحضَرية لا يؤدي بالضرورة إلى زيادة استجابة الفرد للضغط، لكن ذلك الوقت في الطبيعة يمكن أن يقلل من هذا النشاط العصبي.

وبحسب الدراسات، فإن قضاء الوقت في بيئة طبيعية يمكن أن يكون مفيدًا نفسيًا ويقلل من التوتر والعواطف السلبية. 

وقد أشارت الاختصاصية النفسية نهاية ريماوي في حديث سابق إلى "العربي" من عمّان إلى أن الطبيعة تؤثر على دماغ الإنسان، حيث أثبتت الدراسات أن تفاعل الإنسان مع الطبيعة بطريقة إيجابية، يساعد على تخفيف القلق والتوتر وتحسين الصحة العقلية والنفسية.  

وقالت ريماوي: "إن الأوكسجين هو غذاء الدماغ ويعطيه الراحة والاسترخاء"، مشيرة إلى وجود الهواء النقي في المناطق الريفية.