Skip to main content

تباطؤ التلقيح يوازيه تسارع في انتشار الوباء.. فماذا عن سيناريو الجرعات؟

الأربعاء 6 يناير 2021
منظمة الصحة العالمية أكدت أنه يمكن تأجيل الجرعات الثانية لبضعة أسابيع "في الظروف الاستثنائية للسياقات الوبائية.

أعلنت السلطات البريطانية أنها ستؤجل إعطاء الجرعة الثانية من اللقاحات لثلاثة أشهر من الجرعة الأولى، وهي فترة أطول بكثير من الأسابيع الثلاثة إلى الأربعة التي تمت التوصية بها.

والهدف من ذلك هو ضمان حصول مزيد من الأشخاص على جرعة في وقت أسرع، حتى لو كان مستوى الحماية أقل من المستوى المكتسب بعد تلقي الجرعتين. وأمس الثلاثاء، دعمت منظمة الصحة العالمية الموقف البريطاني قائلة إنه يمكن تأجيل الجرعات الثانية لبضعة أسابيع "في الظروف الاستثنائية للسياقات الوبائية والقيود المرتبطة بعمليات الإمداد".

وإذا لم يعد اللقاح المستخدم للجرعة الأولى متاحًا، سمحت السلطات البريطانية بإعطاء لقاح مختلف للجرعة الثانية. وبخلافها، اتخذت الولايات المتحدة نهجًا أكثر حذراً.

وقال مدير الإدارة الأميركية للأغذية والعقاقير (إف. دي. إيه) ستيفن هان أول من أمس الاثنين، إن هذه "مسائل معقولة يجب أخذها في الاعتبار وتقييمها"، لكن التغييرات كانت "سابقة لأوانها" و"لم تكن راسخة في الأدلة المتاحة".

تغييرات طفيفة

وقال هوارد فورمان، وهو خبير في الصحة العامة في جامعة يال الأميركية: "لم نختر ثلاثة أسابيع للقاح فايزر وأربعة أسابيع لموديرنا لأننا نعلم أنها معادلة مثالية". وأوضح في حديث إلى وكالة "فرانس برس" أن هذه الفرضية كانت "الأفضل للفترة الفاصلة الأمثل بين الجرعتين من أجل زيادة المناعة"، مشيرًا إلى أنه "يمكن لتغييرات صغيرة في التوصيات أن تحدث فرقًا كبيرًا في نتائج اللقاحات المتاحة لدينا".

ولفت إلى أن تأخير الجرعة الثانية التي تعتبر ضرورية للحماية الطويلة الأمد، يجب أن يُخصص للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا ومن دون أي أخطار معينة. وكانت الولايات المتحدة حدّدت عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح بنحو 20 مليونًا بحلول نهاية ديسمبر، ولكن اعتبارًا من 4 يناير، تلقى 4,8 مليون شخص فقط الجرعة الأولى من اللقاح. 

وفي دول أخرى مثل المملكة المتحدة، تلقى نحو 1,4 في المئة من عدد سكانها اللقاح. أما أوروبا فما زالت بعيدة جدًا عن الركب، في حين أن إسرائيل لقّحت 13,5 في المئة من السكان.

الملاذ الأخير

وأشار سعد عمر، مدير معهد يال للصحة، إلى أن التغيير في استراتيجية إعطاء اللقاحات له ما يبرره فقط في البلدان التي تعاني من نقص في الإمدادات. ولفت في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، إلى أنه في الولايات المتحدة، حيث تم توزيع 17 مليون جرعة على الولايات، فإن إعطاء هذه الجرعات المتاحة هو الأولوية. ورأى المتخصص في جهاز المناعة أكيكو إيواساكي، أن حقن لقاح مختلف بين الجرعتين ممكن من الناحية النظرية، وتدارك بالقول: لكن الخبراء يتفقون على أن الامر يتطلب مزيدًا من البحوث، ويجب عدم اللجوء إليه إلا كملاذ أخير في الوقت الراهن.

ووفقًا لكل من سعد عمر وناتالي دين، المتخصصة في الاحياء الحيوي في جامعة فلوريدا. قد تكون إحدى الطرق للمضي قدمًا هي الجمع بين نتائج العديد من الدراسات التي تم إجراؤها لتحديد عتبة الأجسام المضادة الي توفر الحماية من الفيروس. ويلي ذلك، إجراء تجارب أصغر لتحديد جرعة اللقاح التي تصل إلى هذا المستوى.

وتجري حاليًا دراسة مماثلة لتحديد ما إذا كان حقن جرعة واحدة من لقاح موديرنا يوفر الحماية نفسها التي توفرها الجرعتان، وفقًا لما نشره جون ماسكولا من المعاهد الوطنية للصحة في صحيفة "نيويورك تايمز".

لكنْ قلقاً يساور ناتالي دين يتمثل في أن هذه التغييرات تساهم في إرباك الناس وزيادة عدم ثقتهم في اللقاحات. وبرأيها فإن أي تعديل يجب بالتالي أن يتبع عملية الترخيص نفسها المستخدمة في إعطاء الضوء الأخضر للقاحات على نحو عاجل.

تجدر الإشارة إلى أن نسبة فعالية لقاحي فايزر/بايونتيك وموديرنا تبلغ 95 في المئة تقريبًا بعد الجرعة الثانية. وأظهر لقاح موديرنا خصوصًا، مستوى مرتفعًا من الحماية بعد الجرعة الأولى، من نحو 90 في المئة، وهي نسبة يجب التعامل معها بحذر لأنها تعتمد على عينة صغيرة.

المصادر:
فرانس برس
شارك القصة