تتويج شابة عُمانية ببرنامج "نجوم العلوم".. أي دور للجوائز في تشجيع الابتكار؟

تبرز مكانة دول الخليج في تحقيق النهضة العلمية العربية، مع تزايد الجوائز العلمية المكافئة لإبداعات المبتكرين والمخترعين.

أخيرًا ومن الباب الواسع، دخلت المبتكرة العُمانية الشابة سمية بن سعيد السيابية التاريخ باعتبارها أول امرأة عربية تحرز المركز الأول في برنامج "نجوم العلوم"، الذي تنظمه "مؤسسة قطر"، ويُعد أحد أشهر برامج الابتكار في العالم العربي.

وقد توجّت الشابة، وهي خريجة جامعة السلطان قابوس في مسقط ومتخصصة في علم الأحياء، شغفها الكبير بالعلوم في ما حققته بالموسم الرابع عشر من البرنامج الأشهر في عالم الابتكار.

تغلب على التحديات وإشادة عالمية

وصنعت سمية الفارق أمام منافسها بابتكارها العلمي في المجال البيئي. واستطاعت عبر المراحل المختلفة للبرنامج التغلب على العديد من التحديات.

فحصلت على دعم لجنة التحكيم والجمهور في النهائي، عقب عرضها مشروع معالجة المواد البلاستيكية الدقيقة.

ويتميّز مشروع السيابية في كونه عبارة عن كرة عائمة تتألف من حصائر ميكروسكوبية ومواد نانوية تعمل على إذابة المواد البلاستيكية الدقيقة التي تلامسها، مما يوفر طريقة صديقة للبيئة لمكافحة التلوث البلاستيكي في محيطات العالم.

حظي الابتكار بإشادة عالمية، إذ تكمن أهميته في آثاره الإيجابية للحد من التلوث البلاستيكي، لا سيما وأن تقريرًا صادرًا عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة اعتبر أن مادة البلاستيك تمثل 85% من إجمالي النفايات البحرية، وتُعد من المواد المضرة والملوثة للمحيطات.

وبحسب "مؤسسة قطر"، يساهم برنامج "نجوم العلوم" في تعزيز التعاون العلمي عبر الحدود وفي مختلف التخصصات.

ويقول القائمون على الجائزة إنها تسعى إلى تحفيز الملايين من الشباب حول العالم للمضي قدمًا في تطلعاتهم وعرض ابتكاراتهم، وإن البرنامج يُعد منصة شاملة تمنح الفرص لكافة الشباب العربي للتعبير عن أفكارهم العلمية الرائدة.

"نقطة بداية لمشواري العلمي"

وتعتبر الباحثة والمبتكرة العُمانية سمية السيابية، أن حصولها على المركز الأول في برنامج "نجوم العلوم" نقطة بداية لمشوارها العلمي، مشيرة إلى أنها تطمح لتطبيق هذا المشروع على أرض الواقع.

وتلفت في حديثها إلى "العربي" من مسقط، إلى أن المسابقة كان لها دور كبير في رفع المستوى العلمي، وكذلك من خلال الخبراء والمختبرات التي عملت بها.

وتقول: "كوني أول امرأة تحصل على اللقب، فهذا إنجاز رائع جدًا".

وترى أن الاهتمام من قبل الحكومة في جانب الابتكار والبحث العلمي يمهد الطريق للمبتكرين ويشجع كلا من الباحث العلمي والدولة على الاهتمام بهذا المجال أيضًا، مؤكدة أن الابتكار هو أساس نهضة الأمم.

"قدمت خدمة للبشرية"

بدوره، يوضح نائب رئيس الجمعية الكويتية لتقنية المعلومات ناصر العيدان، أن الجوائز تبعث ثقافة التنافس في المجتمع. 

وبينما يلفت في حديثه إلى "العربي" من لندن، إلى الجوائز في مجالات الرياضة والأدب والفن، يشير إلى أن قلة تلك التي تنمي العلوم وتدعم الشباب وتساهم مباشرة في تنمية البلد، مذكرًا بأن لدى الدول الكثير من الطاقات، لكنها تحتاج إلى من يثبت هذا النجاح.

ويعتبر أن الدور الذي قامت به "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع" هام ويحمي ويحافظ على هذه الطاقات وينميها في مجتمعاتنا.

ويرى أن مشاركة سمية السيابية في المسابقة قدمت خدمة للبشرية، حيث تعالج قضية بيئية، مذكرًا بأن 8 من كل 10 أشخاص تحمل دماؤهم المايكروبلاستيك.