توصلت دراسة علمية جديدة نشرت أخيرًا في دورية "بيو ريسك" Bio risk العلمية في جامعة بريشوف في سلوفاكيا إلى اكتشاف وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في تجاويف صغيرة في أوراق النباتات تتجمع فيها المياه، وهو الاكتشاف الأول من نوعه والذي يطرح تساؤلات بشأن كيفية وصول جزئيات البلاستيك إلى هناك.
ويعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه، كما أنه يعد دليلًا إضافيًا على أن التلوث من هذا النوع ينتشر عبر مسارات مختلفة، وقد لا توجد بيئة آمنة على الأرض، وفقًا للباحثين.
وقد ركز الباحثون اهتمامهم على نوع من النباتات يسمى "الندف" البري الذي يتميز بأوراق متقابلة تنمو فوق بعضها بطريقة متشابكة في عدة مستويات مشكلة هياكل أو تجاويف تشبه الكوب، تتجمع فيها المياه.
وقد تفاجأ العلماء عند تحليل عينات من المياه المأخوذة من هذه التجاويف بوجود شظايا بلاستيكية وألياف ملونة مختلفة، وأظهرت التحاليل أنها جسيمات بلاستيكية دقيقة.
ويرجح الباحثون أن تكون الشظايا والألياف البلاستيكية قد انتقلت لتلك التجاويف عبر الغلاف الجوي الملوث، أو عن طريق الرخويات التي قد تكون نقلتها من التربة أو من النباتات الأخرى.
ويقول الباحثون إنه يمكن استخدام نتائج هذه الدراسة في رصد مدى انتشار التلوث الذي تحدثه الجزيئات البلاستيكية الدقيقة وتأثيره المحتمل في النباتات وعلى الكائنات الحية المرتبطة بها، واقترحوا استخدام ذلك مؤشرًا على انتشار البلاستيك في الطبيعة.
وفي هذا الإطار، يوضح المدير التنفيذي السابق للجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية في الأردن إيهاب عيد أن هذه الظاهرة ليست مستغربة فقد ظهر البلاستيك سابقًا في الحيوانات كما ظهرت بشكل كبير جدًا في المحيطات، مشيرًا إلى أن الإنسان يشتري أكثر من مليون عبوة أو زجاجة بلاستيكية يوميًا، كما يتم إنتاج أكثر من 5 ترليون كيس بلاستيك عالميًا.
وأضاف في حديث لـ"العربي"، من العاصمة الأردنية عمّان، أن ما تم توريده من نفايات بلاستيكية تجاوز الـ6 مليارات طن، مبينًا أن أكثر من 50% من هذه النفايات هي مما يستخدم مرة واحدة فقط.
وتابع عيد: "إذا كان النظام البيئي سليمًا، فستكون حياة البشر سليمة على صعيد الصحة والاقتصاد والمجتمع"، مشيرًا إلى أن أي خلل بالأنظمة البيئية هو خلل يصيب الإنسان.
