Skip to main content

تتيح رؤية آلاف المجرات.. باحثون يصممون خريطة تفاعلية للكون المرئي

السبت 19 نوفمبر 2022

تصور الخريطة التفاعلية التي أنشأها علماء فلك من جامعة جونز هوبكنز الموقع الفعلي والألوان الحقيقية لـ200000 مجرة تحتوي كل منها على مليارات النجوم والكواكب.

لم يعد على عشاق الفضاء الاعتماد على الخيال العلمي أو انتظار الصور التي يبثها تلسكوب جيمس ويب الفضائي لاستكشاف أعمق حواف الكون، حيث أنشأ علماء فلك من جامعة جونز هوبكنز خريطة تفاعلية جديدة تسمح برؤية آلاف المجرات. 

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، تسمح الخريطة للجمهور بتجربة أجزاء من الكون كانت في السابق متاحة للعلماء فقط، وذلك باستخدام البيانات التي تم استخراجها على مدى عقدين من الزمن بواسطة مسح سلون الرقمي للسماء.

مليارات النجوم والكواكب

والخريطة، التي يمكن مشاهدتها وتنزيلها مجانًا، تصور الموقع الفعلي والألوان الحقيقية لـ200000 مجرة تحتوي كل منها على مليارات النجوم والكواكب.

ونقلت الصحيفة عن مصمم الخرائط، بريس مينارد، الأستاذ في جامعة جونز هوبكنز، قوله: "لقد كنت أستوحي كثيرا من صور علم الفلك والنجوم والسدم والمجرات، والآن حان الوقت لإنشاء نوع جديد من الصور لإلهام الناس".

وأشار إلى أن علماء الفيزياء الفلكية حول العالم قاموا بتحليل هذه البيانات لسنوات، مما أدى إلى آلاف الأوراق والاكتشافات العلمية، لكن لم يأخذ أحد الوقت الكافي لإنشاء خريطة جميلة ودقيقة علميًا وفي متناول الأشخاص الذين ليسوا علماء. وأضاف: "هدفنا هنا هو أن نظهر للجميع كيف يبدو الكون حقًا".

مئتا ألف مجرة

وجمع الباحثون بيانات من مسح سلون الرقمي للسماء، من خلال تلسكوب مقره في نيو مكسيكو. ومنذ إطلاقه في عام 2000، التقط الباحثون تدريجيًا صورًا للكون من خلال توجيه التلسكوب إلى مواقع مختلفة قليلاً كل ليلة.

وبمساعدة طالبة علوم الكمبيوتر السابقة بجامعة جونز هوبكنز، نيكيتا شتاركمان، تمكن الدكتور مينارد من تصور "شريحة" من الكون. وتحتوي هذه "الشريحة" على 200000 مجرة، حيث تمثل كل نقطة مجرة، وكل مجرة تحتوي على بلايين النجوم والكواكب.

وتظهر مجرتنا درب التبانة كنقطة صغيرة على الخريطة الشاسعة وهي موضوعة في أسفلها.

مجرات حلزونية وإهليلجية

كما يُصوِّر الجزء العلوي من الخريطة حافة الكون المرئي. وتتغير الألوان على الخريطة مع التمرير التدريجي للأعلى من درب التبانة. فالجزء الأول من الكون، الممتد من مجرة درب التبانة إلى الخارج، يصور آلاف المجرات الحلزونية ممثلة بنقاط زرقاء.

كما يمكن رؤية المجرات الإهليلجية منذ 1.6 مليار سنة، وهي صفراء وأكثر إشراقًا من المجرات الحلزونية. وعند علامة ما قبل 4.5 مليارات سنة، يمكننا أن نرى "المجرات الإهليلجية المنزاحة نحو الأحمر". وتصبح رؤية المجرات أكثر صعوبة لكن تحديد النجوم الزائفة، عند علامة 6.2 مليارات سنة تقريبًا. 

وقال مينارد: "لقد اعتدنا على رؤية صور فلكية تظهر مجرة واحدة هنا أو مجرة واحدة هناك أو ربما مجموعة من المجرات. لكن ما تظهره هذه الخريطة هو مقياس مختلف للغاية".

مشاهد غير مسبوقة بعدسة جيمس ويب

وكانت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" قد كشفت قبل بضعة أشهر عن مشاهد غير مسبوقة وأقرب إلى أفلام الخيال العلمي، حيث نجحت بالتقاط مشاهد تاريخية لمجرات بعيدة بالإضافة إلى اكتشاف كوكب غازي عملاق. 

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن العالم سيرى لأول مرة صورًا ملونة لعالم الفضاء ويكتشف كيف تولد المجرات". 

وفي تفاصيل هذه الحدث العلمي، فقد أرسل جيمس ويب الصور التي التقطها نهاية يونيو/ حزيران الماضي بعد ستة أشهر من إطلاقه. 

واستغرق مصممو جيمس ويب عقدين من الزمن لتصميمه وبنائه ثم اختباره قبل إطلاقه. وبلغت كلفة التلسكوب نحو 10 مليارات دولار، وهو قادر على استكشاف مواقع أبعد من أي نقطة كانت البشرية قادرة على النظر إليها من قبل. 

ويتكون التلسكوب الهائل من مرآة رئيسية ضخمة ذهبية وأدوات تستقبل إشارات الأشعة تحت الحمراء، مما يجعله قادرًا على استكشاف العوالم البعيدة حتى عبر الغبار.

كما أن التلسكوب قادر على إجراء التحليل الطيفي للأجسام ما يساعد في تحديد الغلاف الجوي للكواكب ورصد وجود الماء أو حتى تحليل التربة.

وأضاف العلماء المشرفون على المشروع أن تلسكوب جيمس ويب موجود على بعد مليون ونصف مليون كيلومتر من الأرض، ويتوقعون أن يتيح مراقبة المجرات الأولى التي تشكلت بعد مئات الملايين من السنين.  

المصادر:
العربي- ترجمات
شارك القصة