Skip to main content

تجاذبات الاتفاق النووي.. إسرائيل تؤكد "التنسيق" مع الولايات المتحدة

الأربعاء 3 مارس 2021

لا يزال الملف النووي الإيراني محور التجاذبات على المستوى الإقليمي والدولي، وسط تبادل المزيد من الرسائل بين الغرب وطهران، عنوانها الرئيس إحياء الاتفاق النووي.

وفي جديد المواقف، أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الإيراني حسن روحاني بأنه يتعين على طهران تقديم مبادرات واضحة وفورية للسماح باستئناف الحوار في شأن الاتفاق النووي.

ووفقًا لبيان صادر عن الإليزيه، فقد عبّر ماكرون لروحاني خلال اتصال هاتفي عن قلقه البالغ من قرارات إيران التي تنتهك اتفاق فيينا للعام 2015.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنّ الأوروبيين سيعرضون مشروع قرار على الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين تعليق إيران لبعض عمليات التفتيش المتعلقة ببرنامجها النووي.

وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيع قال، في وقت سابق، إن اتخاذ أي خطوة في اجتماع وكالة الطاقة الذرية ضدّ طهران سيكون له ردّ فعل مناسب، وقد يتمثّل في إعادة النظر بالاتفاق الأخير بين الوكالة وإيران.

إسرائيل تدخل على خط الملف النووي الإيراني

في المقابل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي إنّ إسرائيل توصّلت إلى تفاهمات من وراء الكواليس مع الولايات المتحدة تقضي بالتنسيق بين الجانبين في شأن كل ما يتعلق بمفاوضات من أجل العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.

ووصف أشكينازي العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها جيدة، مضيفًا أنه يتحدّث عن الموضوع الإيراني مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن أشكينازي قوله: إن هيئة إسرائيلية مصغّرة تضمّ رئيس الحكومة ووزيري الدفاع والخارجية وقادة أجهزة الأمن، اتّخذت قرارًا بالدخول في نقاش مع الإدارة الأميركية في كيفية التوصل إلى اتفاق يمنع إيران من أن تكون نووية، ويحمي المصالح الإسرائيلية.

إسرائيل لا تريد العودة للاتفاق النووي السابق

ويرى مدير عام مركز كرمل للأبحاث في مدينة حيفا مهند مصطفى أنّه كان واضحًا من البداية بالنسبة إلى الإسرائيليين أنّ الولايات المتحدة تحت إدارة بايدن ستعيد فتح ملف الاتفاق النووي مع إيران؛ ولذلك يحاول الإسرائيليون التأثير على هذا الاتفاق.

ويوضح مصطفى، في حديث إلى "العربي"، أن أشكينازي لم يذكر في تصريحه ما فحوى الاتفاق الذي تريد الإدارة الأميركية التوصل إليه مع إيران، وإنما كشف عن وعد حصل عليه بالتنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرًا إلى أنّ "هذا أقل ما يمكن أن تحصل عليه إسرائيل في ظل الظروف الجديدة والمتغيرات السياسية في داخل الولايات المتحدة".

ويشدّد مصطفى على أن إسرائيل لا تريد العودة إلى الاتفاق السابق الذي كان في عهد أوباما، إنما تريد اتفاقًا جديدًا يضمن مصالحها.

إسرائيل تدفع الولايات المتحدة للتشدّد أكثر

ويشرح مصطفى أنّ الرؤية الإسرائيلية كانت دائمًا تريد أن يتم الضغط على إيران من الناحية الاقتصادية وتعزيز العقوبات الاقتصادية على إيران.

ويلفت إلى أنّ إسرائيل تريد أيضًا إدخال عناصر أخرى إلى الاتفاق، إلى جانب الموضوع النووي، من بينها الصواريخ الباليستية ودعم إيران لمنظمات فلسطينية ولبنانية معادية لإسرائيل.

ويعرب عن اعتقاده بأن إسرائيل ستتّخذ موقفًا متشدّدًا جدًا من بنود الاتفاق، وستدفع الولايات المتحدة إلى إدخال بنود متشددة لا تقبلها إيران.

وإذ يرجّح ألَّا "تتنازل إسرائيل عن عقوبات صارمة على أي إخفاق إيراني في الاتفاق، كما أنها تريد أن يكون هناك تشديد ورقابة أكبر على المفاعلات الإيرانية"، يخلص إلى أنّ إيران لن تقبل بذلك.

المصادر:
العربي
شارك القصة