Skip to main content

تحمل نقوشًا وكتابات عربية.. أعمال الإزالة تهدد مدافن أثرية في مصر

الأربعاء 31 مايو 2023

واصلت الأجهزة الإدارية في العاصمة المصرية القاهرة حملة إزالة مقابر تاريخية، بمنطقة جبانات الإمام الشافعي، التي يعود تاريخ بعضها لألف عام، تحت مسمى تطوير منطقة السيدة نفيسة.

وكان المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، قد تقدم بدعوى مستعجلة أمام محكمة القضاء الإداري للمطالبة بوقف تنفيذ القرار، وتوفير الحماية للمقابر والمباني الأثرية بمنطقة جبانات القاهرة. 

في المقابل، نفى مجلس الوزراء المصري هدم أي مقابر أثرية.

قيمة تاريخية

وفي هذا الإطار، أكد الباحث المتخصص بالنقوش التاريخية والخط العربي، محمد شافعي، في حديث إلى "العربي" من القاهرة، أن أعمال الهدم القائمة حاليًا لم تمس المدافن المسجلة كآثار بالفعل، لكنه لفت إلى أن الكثير منها لها قيمة تاريخية وأثرية وهي غير مسجلة بشكل رسمي على أنها أثرية.

مدفن محمد راتب باشا تسردار الجيش المصري في عهد الخديوي إسماعيل - فيسبوك

وأوضح شافعي في مداخلته أن جوهر الجدل القائم هو في تسجيل تلك المدافن التي تمتلك قيمة فنية وأثرية ضمن الآثار، وضرورة المحافظة عليها، ولا سيما أنها تتضمن كتابات فنية غير موثقة، ما يعني أن دراسة مفترضة يجب أن تجرى عليها، للحفاظ على الطابع الفني الخاص لهذه الجبانات قبل تسجيلها كآثار بشكل رسمي. 

"أكثر من 100 عام"

واستعرض بعض رواد مواقع التواصل صور المدافن المهددة بالإزالة طوال الأسبوع الماضي، ومنها ضريح الشاعر محمود سامي باشا البارودي، الذي كان واحدًا من أبرز وجوه الأدب والسياسة في القرن الـ19، كذلك ضريح محمد راتب باشا، سردار الجيش المصري في عهد الخديوي إسماعيل، والمعروف بصفته أحد أكثر المدافن الغنية بالنقوش والكتابات. 

وكشف شافعي أن المساعي التي تبذل حول الحفاظ على تلك المدافن غير المسجلة كآثار فردية ولا تتعارض والمصلحة العامة بقدر ما تحمل رؤية مختلفة لقيمة الآثار، حيث إن كل بناء يحمل قيمة فنية وتاريخية يجب تسجليه بشكل رسمي في دائرة الآثار.

ضريح الشاعر محمود سامي باشا البارودي - فيسبوك

وأوضح شافعي أن بعض المقابر والمدافن يتعدى عمرها الـ100 عام، وهو العمر المتوجب لتنصيفها كآثار، وبوجود كتابات عليها فإن الأمر قد يفسح المجال لإعادة توثيق تاريخ الخط العربي عن طريق النقوش الكتابية التي تحملها تلك المدافن. 

وحول النقوش الكتابية على تلك المدافن، قال شافعي إن نسخة واحدة فقط منها موجودة في مصر بأقلام بعض الفنانين التاريخيين، كرئيس الخطاطين العثمانيين أحمد الكامل، الذي زار مصر مرتين، الأولى سنة 1932، والثانية سنة 1940 بدعوة رسمية من الأمير محمد توفيق، الذي كان حينها وصيًا على العرش الملكي في البلاد.

وأشار شافعي إلى أن الخطاط الكامل، ترك كتابات له في قصر المنيل، وعلى بعض المقابر في جبانات الإمام الشافعي، التي تجري فيها حاليًا أعمال الهدم. 

المصادر:
العربي
شارك القصة