Skip to main content

تعود إلى 2700 عام.. اكتشاف جداريات تاريخية في باب المسقى في الموصل

الجمعة 28 أكتوبر 2022

اكتشف علماء آثار في شمال العراق جداريات مذهلة عمرها 2700 عام، تعود لعصر الإمبراطورية الآشورية، لتكشف عن حقبة زمنية مميزة.

وكان فريق من علماء الآثار اكتشف المنحوتات، بينما كان يعمل على ترميم موقع بوابة المسقى الأثرية في الموصل التي دمرها مقاتلو تنظيم الدولة بالجرافات عام 2016.

ويقول رئيس لجنة ترميم بوابة المسقى الأثرية فاضل محمد: إن "الفريق فوجئ بوجود أرضية ثانية أسفل أو بمحاذاة نهاية الجداريات، ما اضطر اللجنة إلى حفر هذه الأرضية، حيث كانت المفاجأة بالعثور على 8 جداريات عليها نقوش ورسوم زخرفية وكتابات".

يعد العراق موطن بعض أقدم المدن في العالم - وسائل التواصل

وتعود الجداريات لعهد الملك الآشوري سنحاريب (705-681 قبل الميلاد)، وفق بيان صادر عن هيئة التراث والآثار العراقية.

وبنى الملك سنحاريب مدينة نينوى، عاصمة الإمبراطورية الآشورية، وشيّد فيها خصوصًا قصرًا ذا معالم مميزة.

ونُحتت على الجداريات المكتشفة على سبيل المثال، صورة جندي وهو يستعدّ لإطلاق سهم، وكذلك أشجار ونباتات كالنخيل، بتفاصيل دقيقة.

وتعد الجداريات فرصة لطلاب كلية العلوم السياحية بجامعة الموصل للتجول في الموقع وإلقاء نظرة عليها.

ويلفت عميد كلية العلوم السياحية في جامعة الموصل محمد نايف إلى أن قيام الكلية وبمعية الطلبة بزيارة هذه المواقع يهدف لتعريف المجتمع والعالم بحضارة نينوى الممتدة عبر التاريخ والتي تركت بصماتها الكبيرة في حضارة الإنسان.

تعد الجداريات فرصة لطلاب كلية العلوم السياحية بجامعة الموصل للتجول في الموقع وإلقاء نظرة عليها - وسائل التواصل

ويعد العراق موطن بعض أقدم المدن في العالم، حيث تنتشر فيه آلاف المواقع الأثرية، إذ عاش فيها السومريون والبابليون والآشوريون، في ملتقى حضارات لا تزال كنوزه شاهدة على عظمة التاريخ.

تعويض القيمة التاريخية للقطع الأثرية

وفي هذا الإطار، أوضحت مديرة قسم التنقيبات في هيئة الآثار والتراث العراقية سهاد محمد أن أهمية هذه الخطوة تكمن في اكتشاف الجداريات بعد خسارة العديد من القطع الأثرية الموجودة في العراق، تحديدًا في مدينة نينوى الأثرية على يد تنظيم الدولة.

وأضافت في حديث إلى "العربي" من العاصمة العراقية بغداد أن هذه الاكتشافات تعوض للعراق ما خسره في الفترة السابقة، كما أنها تعوض القيمة التاريخية للقطع الأثرية التي عثر عليها.

وشرحت أنه يمكن الحفاظ على هذه الجداريات باتباع الطرق العلمية الصحيحة واتخاذ الإجراءات التعاقدية، وتوقيع عقود تعاون مشترك لتنفيذ أعمال الصيانة وترميمها تمهيدًا لعرضها على السياح.

ويجري حاليًا ترميم بوابة المسقى بعد الدمار الذي ألحقه بها تنظيم الدولة الإسلامية، على يد فريق علماء آثار من جامعة بنسلفانيا الأميركية ونظرائهم العراقيين، بتمويل من التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألِف).

وتعرضت آثار العراق للنهب بفعل الحروب والأزمات لا سيما بعد الغزو الأميركي عام 2003، ثم بعده عام 2014 مع سيطرة تنظيم الدولة الذي احتلّ مساحات واسعة من البلاد، واعتبر الموصل "عاصمة" له.

ونفّذ التنظيم عمليات "تطهير ثقافي" وفق وصف الأمم المتحدة، عبر تدميره وسرقته للعديد من آثار حضارات بلاد ما بين النهرين، وبيع بعض منها في السوق السوداء.

المصادر:
العربي
شارك القصة