Skip to main content

تفجيرات أفغانستان.. هل تتمكن طالبان من اجتياز تحدي التهديدات الأمنية؟

السبت 18 سبتمبر 2021

مرّ أكثر من شهر بقليل على حكم طالبان في أفغانستان، لكن الوضع الأمني يبقى التحدي الأكبر الذي تواجهه الحركة رغم انتشار مقاتليها. فقد ضربت 5 تفجيرات مدينة جلال أباد شرقي أفغانستان، إضافة لانفجار آخر غربي العاصمة كابل.

وتُعتبر هذه الأحداث هي الأولى من نوعها منذ إعلان تشكيل حكومة طالبان هذا الشهر.

صورة الحركة

فبعد أسابيع من الهدوء الذي طغى عقب سيطرة طالبان على أفغانستان، تجد الحركة نفسها أمام تهديد مستجد، يتمثّل في التهديد الأمني في مختلف المناطق.

واهتزت صورة الحركة في أفغانستان وقدرة مقاتليها على بسط الحكم والنظام، عقب التفجيرات التي وقعت يوم السبت.

تضاف التهديدات الأمنية لتهديدات أخرى تمثلت بانشقاقات داخل الحركة، بين فصيل عسكري يؤمن بأن النصر أتى بقوة السلاح، وفصيل سياسي يعتبر أن الفضل يعود له في عودة طالبان إلى الحكم.

وتعبر رسائل الانشقاقات والتفجيرات الحدود، لتصل إلى طاجيكستان حيث تجتمع الدول المحيطة بأفغانستان لدراسة الوضع في البلاد.

تأمين العاصمة

في هذا السياق، يرى الكاتب الصحافي روح الله عمر أن "حركة طالبان تمكنت من تأمين العاصمة كابل بالكامل، باستثناء بعض الأحداث البسيطة التي تحصل في أي دولة بالعالم".

ويشير عمر، في حديث إلى "العربي" من كابل، إلى أنه "بعد سيطرة طالبان مرت المناسبات الدينية بسلام في البلاد ولم يقتل أي شخص، على عكس ما كان يحصل في السنوات السابقة".

ويقول: العاصمة اليوم باتت أكثر أمانًا في ظل حكم الحركة، وحصول تفجيرات لا يدل على عدم قدرة الحكومة على تأمين عاصمتها".

تحديات طالبان

من جهته، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر حسن البراري أن "المصالحة السياسية الداخلية وحدها يمكنها تأمين الاستقرار في أفغانستان".

ويلفت البراري، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إلى أن "التحديات أمام طالبان كبيرة، وعليها أن تركّز على الملف الداخلي بعيدًا عن الرؤية العسكرية".

ويقول: "لا يمكن لطالبان أن تقصي باقي الفعاليات الأفغانية، وفي نفس الوقت تطمع بالاعتراف الدولي".

ويضيف: "القوة العسكرية وحدها لا يمكن أن تجلب الأمن لأفغانستان، لذا على طالبان أن تجهّز برنامجًا شاملًا لحل الأزمة في البلاد".

قلق الجيران

بدوره، يوضح الكاتب الصحافي سعدي فوريسوف أن القمم التي استضافتها طاجيكستان في الأيام الماضية تمحورت حول القضية الأفغانية.

ويشير فوريسوف، في حديث إلى "العربي" من دوشنبه، إلى أن "أهم نتيجة للاجتماعات هي توجيه رسالة إلى طالبان بأن تقوم بإقامة دولة موسعة وشاملة لجميع الفئات القومية والأقليات في البلاد".

ويقول: "اعتبرت الدول المشاركة في تلك الاجتماعات أن الحكومة الشاملة هي الحل الأمثل للقضية الأفغانية".

ويضيف: "جيران أفغانستان في آسيا الوسطى قلقون مما يحدث داخل البلاد، ولا يرغبون أن تتحول كابل إلى عاصمة للمتشددين دينيًا".

المصادر:
العربي
شارك القصة