Skip to main content

تنمر بهدف الانتقام أو الهيمنة.. كيف نحمي أطفالنا من "العدوان العلائقي"؟

الجمعة 23 ديسمبر 2022

يعاني العديد من الأطفال من "العدوان العلائقي" الذي عرفته الرابطة الأميركية للطب النفسي بأنه سلوك يتلاعب ويضر بالعلاقات بين الأفراد أو الجماعات، ويأتي في هيئة تنمر بغرض الانتقام أو الهيمنة.

ويظهر هذا النوع من التنمر على ضحايا في مراحل الطفولة المبكرة، ويكون مباشرًا وعلنيًا في تلك المرحلة، وعادة ما يعرف الجاني، لذلك تسهل ملاحظة السلوك.

وتبلغ ذروة العدوان العلائقي في مرحلة المراهقة، حيث يتخذ شكلًا مجهولًا، إذ نادرًا ما يواجه الجاني ضحيته، فيصعب كشفه.

وتنتشر أكثر أشكال العدوان العلائقي على الإنترنت، حيث يتتبع المتنمر موضوعات مثل المظهر الجسدي للضحية، أو فقره أو مرضه.

يظهر التنمر العلائقي في مراحل الطفولة المبكرة - غيتي

ويخلف التعرض للعدوان العلائقي ضغوطًا نفسية شديدة على الضحايا، وقد يؤدي الكشف عنه، ومعاقبة المتنمر إلى تخفيف آثاره السلبية وخفض احتمال تكراره، لكن 70% من الأسر لم تحاول إيقاف تلك السلوكيات عندما أبلغهم أبناؤهم بها، وفق نتائج استقصاء بيانات في مدارس متوسطة بولاية أريزونا الأميركية.

ولا بد للأسرة حسب جامعات أميركية من اتخاذ إجراءات وقائية لحماية أطفالها، من خلال مراقبتهم أو مساعدتهم على اختيار أصدقائهم، وتعليمهم آداب السلوك وآداب استخدام الإنترنت، وتثقيفهم بأشكال التنمر وأنواعه المختلفة.

"التنمر العلائقي"

وفي هذا الإطار، يوضح الاستشاري في الصحة النفسية للأطفال والمراهقين سامي عويضة أن التطور الطبيعي لأي طفل يتمثل في إنشاء علاقات مع أقرانه من الأطفال والآخرين، وبحكم هذه العلاقة يتطور الطفل ويكتسب خبرات ومهارات.

وفي حديث إلى "العربي" من غزة، يشرح عويضة أن التنمر العلائقي يأتي نتيجة خلل ما، مشيرًا إلى أن هذا النوع من التنمر خطير لأنه يخرب الحياة الاجتماعية للطفل ويؤدي إلى مشاكل كبيرة على المستوى الجسدي والسلوكي والأكاديمي.

ويضيف عويضة أن التنمر العلائقي يعد من أشد أنواع التنمر انتشارًا وإن كان حديث الاكتشاف، مشيرًا إلى أنه لم تكن هناك وسائل لاكتشافه مسبقًا ورصده بشكل علمي وبحثي.

يخلف التعرض العدوان العلائقي ضغوطًا نفسية شديدة على الضحايا - غيتي

ويردف أن التنمر كان يندرج تحت إطار أسماء مختلفة في السابق، لكن مع التطور العلمي والتكنولوجي والتعمق في السلوكيات البشرية بدأ رصد وتنصيف أنواع التنمر تحت أسماء مختلفة.

ويتابع عويضة أن التنمر العلائقي موجود تحت إطار اضطرابات صعبة تسمى باضطراب العناد أو المسلك، مشيرًا إلى أن الأطفال الذين يعانون من الإهمال والتهميش أو المرور بتجارب قاسية والشعور بعدم الحماية والأمان؛ يسقطون هذه التجربة المؤلمة على أطفال آخرين.

ويبين عويضة أن المتنمر يعد ضحية سابقة للتنمر، مؤكدًا أنه لا يمكن الكشف عن مظاهر التنمر إلا في حال عبّر الطفل عن مشاعره وسلوكياته لوالديه أو للمدرسة.

ويشير إلى أن الأطفال من 6 إلى 11 سنة، قلما يعبرون عن مشاعرهم، مشددًا على أهمية أن تكون العلاقة حوارية وصحية بين الطفل ووالديه لرصد الخلل السلوكي الذي يعاني منه الطفل، ووضع اليد على المشكلة والذهاب إلى المدرسة لنقاش الإشكالية لإيجاد حلول لها.

أما في سن المراهقة، فيلفت عويضة إلى أن التنمر لا يُكتشف بسهولة عند المراهقين الذين يميلون إلى التمرد على الواقع والذات والاستقلالية والخصوصية، ما يصبح أكثر إيلامًا للمراهق.

وينصح الاستشاري في الصحة النفسية بضرورة أن يعرض الطفل المتنمر على اختصاصي في السلوك لأن العقاب لا يكفي، منوهًا إلى أن علاج المتنمرين لا يتم إلا وفق سلوك مشترك بين وزارة التربية والتعليم أو المدرسة والمنزل وتوعية البيئة المحيطة.

المصادر:
العربي
شارك القصة