Skip to main content

تهريب مخدرات وأسلحة.. قلق أردني من توسع النفوذ الإيراني في سوريا

الأربعاء 25 مايو 2022

لا تتوقف التصريحات الأردنية في ما يخص الأوضاع على حدود البلاد مع سوريا.

وآخر هذه التصريحات كان لمدير الإعلام العسكري في الأردن العقيد مصطفى الحياري في مقابلة تلفزيونية قال فيها إن "تنظيمات إيرانية خطرة تتآمر وتستهدف الأمن الوطني الأردني".

وأضاف أن جيش بلاده يواجه ما وصفها بـ"حرب مخدرات ممنهجة" بقيادة تنظيمات مدعومة من جهات خارجية.

وقبل هذه التصريحات بأيام، قال مدير مديرية أمن الحدود في القوات المسلحة لصحيفة "الغد" الأردنية إن "قوات غير منضبطة من جيش النظام السوري تتعاون مع مهربي المخدرات وعصاباتهم التي أصبحت منظمة ومدعومة منها ومن أجهزتها الأمنية".

لكن التصريح الأبرز أتى على لسان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني قبل نحو أسبوع الذي حذر فيه من الفراغ الذي قد تخلفه روسيا في سوريا المنشغلة في أوكرانيا. 

هذا الفراغ الذي يخشاه الأردن قد تنظر إليه إسرائيل أيضًا بعين القلق، فهي الأخرى تخشى توسع النفوذ الإيراني إلى حدودها قرب مرتفعات الجولان المحتلة، فالإيرانيون يولون الجانب السوري أهمية قصوى خاصة لما يحمله من قيمة إستراتيجية قد توسع هامش مناوراتهم في ملفات سياسية وأمنية إقليمية ودولية.

"حرب"

الأكاديمي والمتخصص في الشأن الإيراني نبيل العتوم رأى أن المخاطر الإيرانية على الأمن الأردني حقيقية، لافتًا إلى أنها بالفعل حرب تشنها الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني بالتعاون مع قوات "غير منضبطة" تابعة للنظام السوري.

ويشرح في حديث إلى "العربي" من عمّان أن الأردن يتشارك مع سوريا حدودًا يبلغ طولها نحو 375 كيلومترًا، مشيرًا إلى أن وتيرة الاستهداف للأردن زادت في الآونة الأخيرة من خلال تهريب الأسلحة والمخدرات.

ويتحدث عن معلومات وصلت للجانب الأردني عن تهريب أكثر من 3 آلاف نوع من الذخائر المختلفة إلى أراضي المملكة بطرق ووسائل مختلفة تتمثل بالعصابات أو الطائرات المسيرة أو الأنفاق.

ويقول إن "الأردن يتابع هذه العمليات ويرصدها عن كثب وخصوصًا تهريب المخدرات التي تنطلق من لبنان وتشرف عليها الفرقة 901 التابعة لحزب الله وتسير ضمن 3 مسارات وخطوط قبل الوصول إلى الأردن".

"المخدرات لإدخال العملة الصعبة"

الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات رضوان زيادة ذكّر باجتماع عام 2017 بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي ودونالد ترمب حيث تم اتفاق فيه على إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الجنوب السوري بطلب من الأردن.

وأشار في حديث إلى "العربي" من واشنطن إلى أن روسيا تعهدت حينذاك بعدم إيجاد مكان لهذه الميليشيات في الجنوب السوري والسماح لإسرائيل باستهدافها أينما وجدت عن طريق سلاح الجو.

ورأى أن العامل الجديد المتغير هو الانسحاب العملي لروسيا من سوريا بسبب انشغالها في أوكرانيا في وقت ازداد النفوذ الإيراني، ولفت إلى أن هذا الأمر ترافق مع موجة تهريب مخدرات على مستوى عصابات مدعومة من أجهزة أمنية في الدولة.

وقال إن الفرقة الرابعة الحرس الجمهوري التابعين للنظام السوري باتا يستعملان المخدرات لإدخال العملة الصعبة إلى سوريا.

وأضاف أن النظام ضحى بالانفتاح على الأردن مقابل الحصول على عائدات المخدرات عن طريق تهريبها إلى الاردن.

"جميع الدول تعاني من التهريب"

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران محمد مرندي اعتبر أن إيران لا تتحكم بالحدود السورية، نافيًا أي وجود لطهران وخصوصًا عند الحدود الجنوبية في سوريا.

ولفت من طهران إلى أن الحكومات التي تعاني من مشاكل عادة ما تلقي باللوم على جهات أخرى، مشددًا على أن حضور إيران في سوريا هو لمكافحة التنظيمات المتطرفة.

وأشار إلى أن دول العالم جميعها تعاني من التهريب على غرار ما يحصل بين المكسيك والولايات المتحدة، وقال إن "محاولة إلقاء اللوم على القوات الإيرانية ليس منطقيًا".

وأضاف أن القوات الإيرانية في سوريا باتت أقل عددًا بكثير عن الفترة السابقة.

المصادر:
العربي
شارك القصة