Skip to main content

ثاني أكسيد الكربون يسجل أعلى مستوى له.. كيف يمكن التخلص منه؟

الإثنين 9 مايو 2022

أظهرت بيانات جديدة أن مستويات ثاني أكسيد الكربون على الأرض وصلت إلى أعلى مستوى مسجل في تاريخ البشرية.

ولأول مرة على الإطلاق، تجاوز المتوسط الشهري لمستويات ثاني أكسيد الكربون 420 جزءًا في المليون في أبريل/ نيسان الماضي، وهي أعلى ذروة لها منذ أن بدأ قياسها بشكل دقيقة قبل 64 عامًا.

ووصلت مستويات ثاني أوكسيد الكربون إلى 421.33 جزءا في المليون في يوم واحد الأسبوع الماضي، حيث استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع حول العالم.

ويأتي هذا الاكتشاف من سجلات طويلة الأمد تم تسجيلها في محطة الطقس التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في ماونا لوا بهاواي.

كما كشفت البيانات التي تم جمعها بواسطة الأدوات الموجودة على مرصد قمة الجبل أن العام الماضي كان أول عام تجاوز فيه مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مستويات ما قبل الثورة الصناعية بأكثر من 50%.

وتتغير مستويات ثاني أكسيد الكربون على مدار العام وترتفع في أواخر الربيع. ولكنها تنخفض مع حلول الصيف الشمالي، حيث يؤدي نمو النبات المتزايد إلى سحب كميات من الكربون من الغلاف الجوي.

سرعة قياسية

وقالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: "إن ثاني أكسيد الكربون يرتفع حاليًا بنحو 100 مرة أسرع من الفترات الأخرى في التاريخ الجيولوجي التي شهدت المزيد من الزيادات الطبيعية في ثاني أكسيد الكربون".

وتسجل هذه المستويات من ثاني أوكسيد الكربون على الرغم من الانخفاض المؤقت في الانبعاثات العالمية عام 2020 بسبب جائحة الفيروس التاجي التي فرضت الإغلاق في جميع أنحاء العالم. 

وعلى الرغم من أن الأرض شهدت ارتفاعًا كبيرًا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال حقبة ما قبل الصناعة، إلا أن البيانات الأخيرة تشير إلى أن عالمنا الحديث أسوأ بكثير.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، فقد استغرق الأمر أكثر من 200 عام لزيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسبة 25%، و30 عامًا فقط لتصل إلى 50% فوق مستويات ما قبل الصناعة.

أحد أسباب تغيّر المناخ

ويعد ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أحد الأسباب الرئيسية لتغير المناخ حيث يعمل على تسريع الاحترار. 

ويأتي ثاني أكسيد الكربون من حرق الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم والغاز لتوليد الكهرباء والحرارة وعندما يتراكم هذا الغاز فإنه يحبس الحرارة الزائدة بالقرب من سطح الأرض فيتسبب في الاحتباس الحراري واختلال في المناخ .

ووفقًا لعالم المناخ بيتر تانس من مختبر الرصد العالمي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجو، تظهر النتائج أن الحد من استخدام الوقود الأحفوري وإزالة الغابات والممارسات الأخرى التي تؤدي إلى انبعاثات الكربون يجب أن تكون أولوية قصوى لتجنب "تغير المناخ الكارثي''.

وقال تانس العام الماضي: "نضيف ما يقرب من 40 مليار طن متري من التلوث بغاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي سنويًا".

وأضاف أن ثاني أكسيد الكربون هو إلى حد بعيد أكثر غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان وفرة، ويمكن أن يستمر في الغلاف الجوي والمحيطات لآلاف السنين.

ويرى عدد من العلماء أن وقف تغير المناخ لا يمكن دون جمع ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه تحت الأرض، في حين يرى البعض الآخر أن عملية التقاط وتخزين ثاني أوكسيد الكربون يعد بديلًا سيئًا لخيارات الطاقة المتجددة وتحقيق الاستقرار في المناخ، ويجب البحث عن تقنيات أخرى. 

تقنيات التقاط ثاني أكسيد الكربون

لكن العلماء يتفقون على أن الوقت بدأ ينفذ في مواجهة الاحتباس الحراري وقد أصبح التقاط هذه الانبعاثات جزءًا مهمًا وعاجلًا لإبقاء تغيّر المناخ تحت السيطرة. 

لذا تسعى الشركات والحكومات إلى تطوير تقنيات لإزالة هذه الغازات على نطاق واسع من الغلاف الجوي لتحقيق أهدافها في دول خالية من الانبعاثات وتحقيق حياد الكربون لعام 2050.  

ويعد التشجير وإعادة التشجير من بين هذه الأساليب القائمة على الطبيعة، وبحسب دراسة نشرت عام 2019، فإن زراعة ترليون شجرة يمكن أن تخزن نحو 225 مليار طن من الكربون. 

كما يمكن استخدام التكنولوجيا لإخراج الكربون من الهواء ووضعه في فلاتر والتقاط ثاني أكسيد الكربون وحقنه تحت الأرض. 

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، يوجد حاليًا 15 مصنعًا لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء في العالم. 

ويعد التمعدن حيلة أخرى لاحتجاز الكربون حيث تتجمع الصخور لزيادة الأسطح المتاحة للتفاعل الكيميائي مع ثاني أكسيد الكربون، وبعد ذلك يخزن ثاني أكسيد الكربون المعدن تحت الأرض.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة