Skip to main content

"حرب اللقاحات".. صراع "سياسيّ" جديد والفقراء يدفعون الثمن

الأحد 31 يناير 2021

يبدو أنّ لقاح شركة أسترازينيكا البريطانية يتحول من لقاح واعد بالنظر لخصائصه في مواجهة فيروس كورونا إلى مثار جدل وصراع غير مسبوقين بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

وبدأت شرارة الصراع مع إعلان الشركة تقليص حصص الاتحاد من اللقاح، في الوقت الذي التزمت فيه بإمداد بريطانيا بالجرعات المتّفَق عليها، فيما ينظر الأوروبيون بكثير من الريبة إلى نجاح الحملة البريطانية في التحصين من الوباء في زمن قياسي.

إزاء ذلك، تُطرَح تساؤلات بالجملة عن السياق الذي تُقرَأ فيه حرب اللقاحات بين الاتحاد وبريطانيا، وما إذا كان العالم يواجه صراعًا جديدًا على اللقاح، فضلًا عن انعكاسات ذلك على الدول الفقيرة.

"ثمن التراخي"

ويوضح الخبير في صناعات الأدوية واللقاحات بلال زعيتر أنّ شركة أسترازينيكا اتفقت مع الاتحاد الأوروبي في أواخر الصيف الماضي على كمية من اللقاحات سيتم توريدها خلال الربع الأول من العام 2021.

ويشير زعيتر، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أنّ الشركة أبلغت الاتحاد الأوروبي أخيرًا أنها ستقلص هذه الكمية بنسبة 60 في المئة ما يعني أن الملايين لن يتلقحوا في الموعد المتفق عليه.

ويعتبر زعيتر أنّ الاتحاد الأوروبي يدفع ثمن تراخيه في هذا السياق، لافتًا إلى أنّه كانت هناك رشاقة كبيرة في التعاقد من جانب الحكومة البريطانية في مقابل تلكؤ دول الاتحاد، الأمر الذي تسبّب بالأزمة الحاليّة.

"حساسيّات سياسيّة"

في المقابل، يتحدّث الباحث في العلاقات البريطانية الأوروبية جوناثن ليز عن "حساسيّات سياسية" بين الطرفين، أي الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

ويوضح ليز، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ العلاقات بين الجانبين تدهورت في الأسابيع الأخيرة، "ويبدو أنّهما أصبحا أقلّ رغبة في التعاون مع بعضهما البعض".

ويشدّد على أنّ شركات الصيدلة يتعين عليها أن تفي بالتزاماتها التعاقدية، وهذا يعني أنّ لكلا الطرفين، الأوروبي والبريطاني، التمسك بحقوقهما التعاقدية".

لكنّه يحذر من أنّ "هذا النهج الحمائي لا يصبّ في مصلحة أيّ من الطرفين، فإذا فكّر الاتحاد الأوروبي مثلًا بمنع الصادرات من اللقاحات المنتجة في أراضيه إلى المملكة، ربما يضرّ ذلك بالمملكة المتحدة ولكن أيضًا بالبلدان الفقيرة الأخرى في أنحاء العالم التي تعوّل على هذا اللقاح".

"رسالة حازمة"

من جهته، يعزو الباحث في الشأن الأوروبي مصطفى طوسة الأزمة المستجدّة إلى الضغوط التي تمارسها شعوب دول الاتحاد الأوروبي على قيادتها السياسية، حيث تحملها مسؤولية البطء في الحصول على اللقاح.

ويلفت طوسة، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أنّ ما يثير امتعاض دول الاتحاد هو أنّ الشركات لم تلتزم بوعدها للاتحاد بسبب "صعوبات إنتاجيّة"، في وقت هناك كميات هائلة تذهب إلى بريطانيا ومناطق أخرى، مشيرًا إلى أنّ الأمر تسبّب بـ"غضب كبير"، ترجم من خلال "رسالة حازمة عبّرت عنها القيادة".

وإذ يعتبر أنّ قيادة الاتحاد الأوروبي تبحث ربما عن شماعة تضع على عاتقها هذه المسؤولية، يغمز من قناة "منافسة غير نزيهة" تحصل للحصول على اللقاح. ويشير إلى أنّ الأوروبيين يعتبرون أنّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "يحاول أن يستعمل إشكالية اللقاح للتبرير بأنه كان على حق بالخروج من الاتحاد الأوروبي".

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة