دعم دولي للاجئي السودان.. هل مصر مستعدة للتعامل مع موجة النزوح؟
كشف المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي، عن حصة مصر من الدعم الدولي المخصص لإغاثة اللاجئين السودانيين الفارين من النزاع في بلادهم.
وقال غراندي إن الدعوة الأولية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة كخطةٍ إقليمية عاجلة تهدف لحشد تمويلٍ قدره 470 مليون دولار، لمواجهة تدفق اللاجئين السودانيين إلى دول الجوار.
وكان نصيب القاهرة من هذا التمويل 114 مليون دولار، لدعم جهودها في استضافة الفارين من النزاع الذي اندلع منذ منتصف أبريل/ نيسان الفائت في السودان.
وتوقّع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نزوح وهجرة حوالي 800 ألف سوداني خلال الأشهر المقبلة، وتحديدًا عند نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول، حيث من المرجّح أن تكون وجهة أغلبيتهم مصر.
وضع كارثي على المعابر
متابعةً لهذا الملف، يتحدث الاستشاري الدولي في ملف الهجرة واللاجئين محمد الكاشف، عن أهمية زيارة المفوض السامي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى مصر، وزيارته للمعابر الحدودية للاطلاع على حجم أزمة النزوح السوداني نتيجة الصراع الدائر في السودان.
ويوضح الكاشف أن غراندي كان قد دعا منذ مدّة لجمع مبلغ 151 مليونًا و400 ألف دولار، لمساعدة الحكومة المصرية في مواجهة أزمة النازحين، وبالفعل قامت المفوضية السامية بضخ مبلغ 50 مليون دولار للهلال الأحمر المصري، إلى جانب 200 ألف يورو من الاتحاد الأوروبي.
وحتى الآن، نزح نحو 350 ألف شخص من السودان من بينهم 160 ألفًا إلى مصر، وهو ما يطرح علامة استفهام حول استعداد البلاد لاستقبال هذه الأعداد المرشحة إلى الزيادة وفق الكاشف.
ويردف الاستشاري الدولي في ملف الهجرة واللاجئين من برلين: "للأسف يمكننا القول بعد التواصل مع النازحين والعالقين على المعابر الحدودية، إن الوضع مأساوي وكارثي، لأن هناك العديد من العالقين نتيجة قرار الحكومة المصرية في منتصف مايو/ أيار بعدم قبول أي سوداني لا يحمل وثائق سفر".
وهذا الأمر يعني أن أي نازح لا يحمل جواز سفر لا يمكنه دخول مصر، ما دفع فيليبو غراندي للكشف عن قيام المفوضية بمباحثات مع الجانب المصري لتسهيل عبور السودانيين الذين لا يحملون جوازات.
من جهة ثانية، يلفت الكاشف في حديثه إلى "العربي" إلى أنه رغم تعبير الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن مدى الجهود التي تقوم بها الدولة المصرية والأجهزة المختلفة، "يدل الواقع على وجود أزمة وتكدس حاصل على المعابر، وتعنّت في بعض الأحيان"، في القرارات المتخّذة.
ويردف الكاشف: "تتردد شائعات في الأروقة الأوروبية عن بدء إنشاء مخيمات للنازحين على الحدود المصرية السودانية لاستقبالهم ولفك التكدس.. ونتمنى ألا يحدث هذا".