رأس السنة الأمازيغية.. الجزائر تحتفي بهويتها في استقبال عام زراعي جديد

تحيي الجزائر رأس السنة الأمازيغية في احتفالات تبرز العادات والتقاليد وتظهر الاعتزاز بالتاريخ الأمازيغي. 

وتتعالى معاني البهجة لتشكل لوحة أمازيغية جزائرية بحتة.

وأصبح الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في الجزائر يومًا وطنيًا وعطلة رسمية منذ عام 2018. 

على الصعيد الشعبي، يتكرس الموعد للذكرى المرتبطة بالأسطورة والخيال. كما ترتبط برواية تاريخية تعد رمزًا لانتصار الملك الأمازيغي شيشناق على الملك الفرعوني رمسيس الثاني. 

استقبال سنة فلاحية جديدة

في قرية الساحل ببوسغن تبدو مظاهر الاحتفال المألوف. ويقول مسؤول الاتصال في الحي بارة محمود: "نحضر كل سنة ونستعد لإحياء المناسبة. أكثر من 60 حافلة تقل المواطنين من مختلف الولايات أتت هذه السنة لتحتفل معنا". ويضيف: "هو اعتزاز بإرث أجدادنا الأمازيغي".

وتتميّز الاحتفالات بمظاهر الالتفاف على طبق واحد في كل البيوت الجزائرية، حيث تجهّز النسوة طبق الكسكسي مع مرق يحضّر بوجه الخصوص بسبعة أنواع من البقول الجافة. ترمز بعد طهيها إلى خير وفير يرجى مع السنة الفلاحية. 

وإن تعالت أصوات تعتبر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية مرتبطًا بعبادة وثنية، إلا أن آخرين يؤكدون أنه عادة متوارثة عن الأجداد في استقبال سنة فلاحية وفيرة تجدر المحافظة عليها.

امتداد للتاريخ

ويوضح الباحث في التراث الجزائري مهدي براشد أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية كان احتفالًا شعبيًا وليس رسميًا ويعود لزمن غابر حيث كان الجزائريون في كل نقاط الوطن يحتفلون بهذا العيد. وكان الجزائريون يعتمدون التقويم الزراعي مثل كل شعوب حوض وشرق المتوسط. 

ويشير في حديثه إلى "العربي" من الجزائر العاصمة إلى أنه تم الخلط بين الوحدة الوطنية والأحادية بعد الاستقلال. ويقول: "الدولة الوطنية وسرديتها جعلت الانتماء الثقافي الأحادي المنضوي تحت عنوان الثقافة العربية الإسلامية وألغت المرجعيات الثقافية الأخرى بما فيها البعد الأمازيغي والمتوسطي والإفريقي". 

ويؤكد براشد أن الاحتفالات في رأس السنة الأمازيغية تجري شعبيًا في جميع بلدان شمال إفريقيا، في غرب مصر وليبيا والجزائر وتونس والمغرب، لكنها تقام فقط في الجزائر على الصعيد الرسمي. 

وبحسب براشد يشكل هذا اليوم بداية السنة الزراعية ونوعًا من الامتداد التاريخي والهوية للجزائر.