Skip to main content

"رجل الجرائد".. سبعيني يحتفظ بنصف قرن من ذاكرة فلسطين على الورق

الثلاثاء 10 يناير 2023
يعرف الفلسطيني طلال طه باسم "رجل الجرائد" لشغفه بجمعها - العربي

يجمع الفلسطيني طلال طه الذي يبلغ 73 عامًا آلاف الصحف منذ نحو نصف قرن ليحافظ على "ذاكرة فلسطين" خوفًا من ضياعها في ظل الثورة التقنية. 

وبدأ بجمع الجرائد في سبعينيات القرن الماضي. ويقول طه: "بدأت في السبعينيات عندما صارت اتفاقية كامب ديفيد وحرب أكتوبر سنة 1973". 

كان طه يستيقظ فجرًا لمتابعة الأخبار على محطات الإذاعات العربية والدولية في انتظار وصول الجرائد الفلسطينية اليومية مثل "القدس" و"الأيام" و"فلسطين" إلى باب منزله. ثم يكتب اسمه عليها ورقم هاتفه الشخصي. ويضع علامة على الأخبار أو التقارير التي تجذبه. وبمجرد أن ينتهي من القراءة، يضعها في مخزن داخل منزله في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

25 ألف جريدة

وكان طه يخصص أيضًا بعض الحقائب الصغيرة لأعداد الصحف التي تضم أحداثًا نوعية ليطلع المحيطين به على هذه الأعداد وأهم ما تحتويه من أخبار. وتكدّست لديه نحو 25 ألف جريدة يومية طوال تلك السنوات. 

ويضيف طه: "يتحدثون كثيرًا ويقولون ماذا تريد من هذه الجرائد؟ انتهى وضعها فقلت لهم لم ينته وضعها، أنتم من انتهيتم، المتعة في الشيء. أنا أنظر إلى صورة ولا أنظر إلى ورقة عندما أمسكها أجدها تعود إلى 40 أو 50 عامًا". 

ويؤكد أن "مسكة الجريدة لها متعة، وليس فقط الجريدة بل أي ورقة قديمة تحملها وتنظر إليها تختلف اختلافًا كليًا عن التصوير".

ورغم انتشار الأخبار الرقمية، لم يتلاش شغف طه بجمع الجرائد الذي جعله يُعرف في غزة باسم "رجل الجرائد". 

تراجع الإقبال على الجرائد

من جهته، يشير نبيل بكير وهو موزع جرائد في غزة إلى أنه كان يوزع بين 300 إلى 400 جريدة حيث كان الإقبال على الصحف كبيرًا. لكن في المرحلة الحالية قلّ التوزيع ليصل عدد الجرائد التي يوزعها إلى 130 أو حتى 80 جريدة بحسب احتياجات الناس "لأنه أصبح يوجد جوال وإنترنت". وقال: "هذا سبب من أسباب عدم شراء الجريدة". 

ويعتبر المواطن الفلسطيني عاصم ملوح أن الجرائد أصبحت من ضرب الخيال وشيئا من الماضي، فأي خبر أحصل عليه حال وقوعه وحدوثه عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لأن التطور التكنولوجي الذي حصل جعل العالم عبارة عن قرية صغيرة. 

ويحتفظ طه أيضًا بالآلاف من دعوات الزفاف وسجّل مفصّل عن الوفيات في بلدته. ويقول طه: "لا يتوفى أحد في بيت لاهيا إلّا ويجب أن أسجّل نبذة تاريخية عن حياته، وعندما يرسل لي أي إنسان كرت فرح من الأفراح يجب أن أحتفظ به"، مرجحًا أنه يملك أكثر من 3000 بطاقة دعوة زفاف.

ويعتبر طه أن لديه ميزة، فهو يحب الاحتفاظ بأي ورقة تعطى له، ويحتفظ بها لأكثر من 20 أو 30 عامًا. 

المصادر:
العربي
شارك القصة