Skip to main content

رغم تراجعه في عام 2021.. تدمير الغابات تهديد مناخي قائم

الإثنين 24 أكتوبر 2022

تباطأ تدمير الغابات العالمية في عام 2021، لكن الهدف المناخي الحيوي المتمثل في إنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030 سيظل بعيد المنال دون اتخاذ إجراءات عاجلة، وفقًا لصحيفة "الغارديان" استنادًا لأحد التقييمات.

وتراجعت مساحات الغابات المزالة عام 2021 بنسبة 6.3% بعد التقدّم في بعض البلدان، لا سيما إندونيسيا. 

إزالة الغابات والاحترار العالمي

ولكن فُقد ما يقرب من 7 ملايين هكتار وانخفض تدمير معظم الغابات الاستوائية المطيرة الغنية بالكربون والتنوع البيولوجي بنسبة 3% فقط. وكانت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأشجار المفقودة تعادل انبعاثات دول الاتحاد الأوروبي واليابان.

وقال الخبراء: إن الاحترار العالمي لا يمكن أن يقتصر على 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة دون إنهاء إزالة الغابات. وفي قمة الأمم المتحدة للمناخ التي عُقدت في غلاسكو العام الماضي، تعهدت 145 دولة بإنهاء قطع الغابات بحلول نهاية العقد. 

ويتسبب هدم الغابات وتدهورها في حوالي 10% من انبعاثات الكربون العالمية.

غياب الشفافية والتمويل والإرادة السياسية

لكن بناءً على الاتجاهات الحالية، فإن إعلان قادة غلاسكو سيكون "فارغًا" مثل التعهد الذي قطعته الدول في عام 2014 بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2020، على حد قول مؤلفي التقييم.

وقالوا إنه كان هناك القليل من الوضوح أو الشفافية للإجراءات التي يتم اتخاذها لإنهاء إزالة الغابات، ولم يتم توفير سوى 1% من التمويل المطلوب، إضافة للافتقار إلى الإرادة السياسية.

"لسنا على المسار الصحيح"

وبحسب "الغارديان"، قالت إيرين ماتسون من "كلايمت فوكوس"، وهي مجموعة سياسات وأحد ائتلافات المنظمات التي أجرت التقييم: "كان إعلان غلاسكو لحظة كبيرة، وكانت المرة الأولى التي يتبنى فيها مثل هذا الهدف على مستوى القادة من قبل الكثير البلدان، تغطي 90% من الغابات العالمية".

وأضافت: "لكننا لسنا على المسار الصحيح. كان هناك بعض التحسن المتواضع، ولكن حتى هذا قد يكون مؤقتًا". 

وزادت أربعة من البلدان الخمسة الأولى التي تضم أكبر مناطق إزالة الغابات - البرازيل وبوليفيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وباراغواي - الدمار في عام 2021.

وقال المؤلفون: إن "التقدم الاستثنائي" في بعض البلدان أظهر أن هدف 2030 ما زال ممكنًا، حيث خفضت إندونيسيا، الوحيدة التي خفضت إزالة الغابات في كل من السنوات الخمس الماضية وجارتها ماليزيا، تدمير الغابات بنحو 25% في عام 2021. ونتيجة لذلك، فإن آسيا الاستوائية هي المنطقة الوحيدة التي تسير على الطريق الصحيح لإزالة الغابات تمامًا بحلول عام 2030.

إزالة الغابات في البرازيل

وكانت أكبر مساحة للغابات المدمرة في عام 2021 في البرازيل، حيث زادت إزالة الغابات في عهد الرئيس جايير بولسونارو، بعد أن تراجعت في عهد سلفه لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. وفقدت غابات الأمازون حوالي 50 ألف كيلومتر من مساحاتها. 

وحطمت ظاهرة إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية خلال النصف الأول من عام 2022، جميع الأرقام القياسية، حيث يفقد أكبر بلد في أميركا اللاتينية الأشجار بمعدل 18 شجرة في الثانية وفقًا لتقرير جديد لمركز الأبحاث البيئي.

ويعود الدافع الرئيسي لإزالة الأراضي إلى الزراعة، حيث تمثل حوالي 97%، بالإضافة إلى التعدين غير القانوني والتوسّع الحضري، وبناء محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وكان رئيس اتحاد الجمعيات البيئية، عمر الشوشان، قد أشار في حديث سابق إلى "العربي" من عمّان، إلى أن "العالم بأكلمه هو نظام حيوي واحد، فما يجري في البرازيل يؤثر على مناطق أخرى وعلى جميع المؤشرات المناخية الحيوية".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة