Skip to main content

رياضة الكريكت.. متنفّس للعمال المهاجرين "المحظوظين" في لبنان 

الأحد 26 مايو 2024
ممارسة الكريكت أيام الآحاد متنفّس لعمال مهاجرين في لبنان - غيتي

يجتمع كل أحد عمال مهاجرون في لبنان غالبيتهم من سريلانكا، إضافة إلى دول أخرى بينها الفلبين والهند وباكستان، في موقف للسيارات في أحد أحياء منطقة الأشرفية شرقي بيروت، لممارسة لعبة الكريكت.

وهذه الرياضة غير معروفة على نطاق واسع في لبنان حيث تتصدر كرة السلة وكرة القدم الاهتمام، لكنها تلقى اهتمامًا كبيرًا لدى العمال الأجانب المتحمسين لمتابعة دوري الكريكت.

متنفس ممتع بعد ضغوط العمل

ففي موقف فسيح للسيارات في بيروت، يشجّع العمال المهاجرون بحماس فرقًا تتنافس في دوري رياضة الكريكت، وتمثل هذه المشاركة إحدى الفرص القليلة التي توفر لهم ترفيهًا وراحة من ظروف العمل المرهقة في بلاد تعاني أزمات اقتصادية واجتماعية.

وتقول السريلانكية براديبا سيلفا البالغة 42 عامًا والتي تعمل 6 أيام في الأسبوع لتوفير قسط جامعة ابنتها في بلدها :"العمل متعب للغاية ويسبّب الكثير من القلق والتوتر".

وتضيف لوكالة الأنباء الفرنسية: "لكن في أيام الآحاد، نشعر بالسعادة.. نأكل معًا ونضحك سويًا".

وفي نهاية الأسبوع الماضي تجمّع المئات لمزاولة اللعبة، وكذلك الاستمتاع بأطباق تقليدية على وقع موسيقى متنوعة ومشاركة خاصة من فرق من السفارتين البريطانية والسريلانكية ومن اللاجئين السوريين الشباب.

كما شاركت العاملة في الخدمة المنزلية الفليبينية إيريس ساغاريو البالغة 43 عامًا في المنافسة ضمن فريق، مرتدية قميصًا باللونين الأزرق والبرتقالي، طبع اسمها على جهته الخلفية.

وتقول للوكالة الفرنسية: "أحب الكريكت ويعتريني الحماس بشدة للعب كل أحد"، وهو يوم الإجازة الوحيد لها أسبوعيا.

ومع فوز فريقها بالمباراة وكأس السيدات، عانقت اللاعبات بعضهن مطولًا وتبادلن التحية فرحًا.

عمال أجانب يمارسون رياضة الكريكت في لبنان – غيتي

العمال في لبنان

ويستقبل لبنان أكثر من 160 ألفًا من العمال المهاجرين يتحدرون من 84 دولة، وفق تقرير نشرته المنظمة الدولية للهجرة العام الماضي.

ورغم أن سفارات عدّة نصحت رعاياها بمغادرة لبنان في ظل القصف المتبادل عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل على وقع الحرب المستمرة في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، إلا أن بعضهم فضّل البقاء لتأمين لقمة العيش لأسرهم في بلادهم.

وتوقف تنظيم مباريات الكريكت لخمس سنوات بعد تعذّر الحصول على إذن لاستخدام الملعب، قبل أن يعود اللاعبون لممارسة رياضتهم المفضلة عام 2022.

"محظوظون" بالإجازة

من جهة ثانية، يوضح أحد المهاجرين واسمه سوغاث والذي جاء إلى لبنان للمرة الأولى عام 1996 ويعمل حاليًا كمساعد إداري، أن لاعبي الكريكت من العمال المهاجرين "محظوظون للغاية لأن لديهم أصحاب عمل جيدون يتيحون لهم أخذ إجازة يوم الأحد".

وناشد أصحاب العمل الآخرين منح العمال "ساعة راحة واحدة على الأقل أو اثنتين في أيام الآحاد"، مضيفًا: "دعوهم يتمتعون ببعض الحرية ويستخدمون هواتفهم للتحدّث إلى عائلاتهم".

ويتعرض العمال الأجانب، والعديد منهم من العاملات في الخدمة المنزلية، لأشكال مختلفة من الاستغلال وسوء المعاملة بينها الإجبار على العمل لساعات طويلة والحرمان من الإجازات الأسبوعية ومن الأجور أحيانًا.

ولطالما انتقدت منظمات حقوقية نظام الكفالة المتبع في لبنان، والذي يمنح أصحاب العمل "سيطرة شبه كاملة" على حياة العمال.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة