Skip to main content

زراعة الحشيشة.. قشة يتعلق بها لبنانيون للعيش في ظل الأزمة الاقتصادية

الثلاثاء 20 أبريل 2021
مزارعون في لبنان يستبدلون زراعة الخضار بزراعة الحشيشة

خلال نحو ثلاثين عامًا، زرع أبو علي البطاطا في أرضه في شرق لبنان. وفي ظل فقدان الليرة لقيمتها في لبنان وتداعياتها على القطاع الزراعي الضعيف أساسًا، استبدل أبو علي البطاطا والحمص وغيرها من المواسم التي كان يزرعها في أرضه في بعلبك، بنبتة أكثر شهرة هي الحشيشة.

ويقول أبو علي (57 عامًا) لوكالة "فرانس برس": "لا محبة بالحشيشة، لكن كلفة زراعتها أقل ويسمح إنتاجها بحياة كريمة لنا".

ومع تواصل الانهيار الاقتصادي منذ أكثر من عام ونصف، قرّر مزارعون صغار  أيضًا في المنطقة، أن يحذوا حذو معارفهم، وأن يبدأوا بدورهم زراعة الحشيشة، لكن كثيرين منهم يخشون التحدث عن الموضوع خشية الملاحقة الأمنية.

ويتحدث أبو علي، عن فلاحين اضطروا لبيع منازلهم أو أراضيهم لسداد ديون تراكمت عليهم للمصارف أو حتى للمرابين.

أمّا عن سعر كيلو الحشيشة فيتوقف على جودتها، ويتراوح بين مليون وخمسة ملايين ليرة، أي بين أقل من 100 و416 دولارًا، بحسب سعر الصرف في السوق السوداء.

ويؤكد أبو علي أنه لا يعيش بترف، لكنه بات متوسط الدخل، وقادرًا على إعالة أسرته.

ويُعد لبنان، وفق الأمم المتحدة، رابع منتج لعجينة الحشيشة في العالم بعد أفغانستان والمغرب وباكستان.

ويجد المنتج اللبناني بشكل أساسي، أسواقًا له في منطقة الشرق الأوسط وخصوصًا في سوريا والأردن ومصر وإسرائيل وقبرص وتركيا.

ومنذ عقود، تزدهر زراعة الحشيشة في منطقة البقاع، رغم حظرها من السلطات التي أقرت في أبريل/ نيسان 2020 قانون تنظيم زراعة القنب الهندي للاستخدام الطبي فقط، على اعتبار أن من شأن ذلك أن يوفر مئات ملايين الدولارات للخزينة، لكنه لم يدخل حيّز التنفيذ بعد.

وبغض النظر عن عدم قانونيتها، يُزرع اليوم 40 ألف هكتار من الأراضي على الأقل بالحشيشة في لبنان، وفق تقرير لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة عام 2020.

ويؤكد وزير الزراعة عباس مرتضى لوكالة "فرانس برس"، أنه كان مفترضًا أن يحقّق القنب الهندي مدخولا بقيمة 350 مليون دولار في السنة الأولى، على أن "نصل إلى مليار دولار" بعد خمس سنوات.

ويضيف "نحن بحاجة ماسة لأن تتشكل حكومة.. حتى نشكل هيئة ناظمة تصدر عنها المراسيم التطبيقية".

"إنعاش القطاع"

ومنذ أكثر من ثمانية أشهر، تدير حكومة تصريف أعمال، في انتظار أن تتفق الأطراف السياسية الرئيسية الغارقة في سجالات وانقسامات، على حكومة جديدة.

في غضون ذلك، يتحدث مرتضى عن تعاون مع مؤسسات المجتمع الدولي، من أجل إنعاش قطاع عانى من الإهمال على مدى سنوات، كما لم يسلم من تداعيات الانهيار الاقتصادي.

في هذا السياق، أشارت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) إلى حدوث "تراجع كبير" في الإنتاج الزراعي العام الماضي"، وفق تقديرات غير رسمية حصلت عليها.

ويقول ممثل المنظمة في لبنان موريس سعادة لـ "فرانس برس": "قد يسوء الوضع أكثر في عام 2021"، مشيراً إلى ارتفاع أسعار المواد التي يستخدمها المزارعون مثل السماد والبذور، عدا عن  أنّ العديد من المزارعين قد غرقوا أكثر في الديون وبعض الآخر قد توقف عن العمل أساسًا أو يستخدمون بذورًا قديمة، وبالتالي ينتجون محصولاً أقل، وفق سعادة.

ولتشجيع الزراعة، ستوزّع المنظمة على نحو 30 ألف مزارع مبلغ 300 دولار لكل منهم لمساعدتهم على شراء المواد الأولية اللازمة.

لكن بالنسبة لكثيرين، لم يعد هناك طريق للعودة إلى الخلف، ففيما الزراعات التقليدية تخسر، تبقى الحشيشة هي الحل.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة