Skip to main content

"ستموتون جميعًا".. أطفال ناجون من مجزرة مدرسة تكساس يروون لحظات الرعب

الأحد 29 مايو 2022

ما تزال مجزرة المدرسة الابتدائية في يوفالدي بولاية تكساس، تتفاعل في الشارع الأميركي، في ظل اتهامات بالتقصير وجهتها عائلات الضحايا إلى الشرطة، وتقديم روايات جديدة عن الحادثة من شهود عايشوا اللحظات المرعبة، حيث قتل مسلح 19 تلميذًا ومعلمتين الثلاثاء الماضي.

ونشرت السبت شهادات لأطفال نجوا من مجزرة يوفالدي وصفوا فيها الرعب الذي عاشوه في مدرستهم، بعدما قامت سلطات ولاية تكساس، الجمعة بنقد ذاتي، وأقرت بأن الشرطة اتخذت "قرارًا خاطئًا" بعدم دخول المبنى بسرعة.

واستغرقت الشرطة نحو ساعة، الثلاثاء الماضي، قبل التدخل لوقف المجزرة، رغم تلقيها اتصالات عدة من تلاميذ دعوها للتدخل.

وكان هناك 19 عنصر أمن خارج المدرسة لكنهم انتظروا وصول وحدة متخصصة من شرطة الحدود. في غضون ذلك، ظلّ أطفال حبيسي صفهم مع مطلق النار سلفادور راموس البالغ بالكاد 18 عامًا.

"ستموتون جميعًا"

وشرح الناجي صامويل ساليناس البالغ من العمر 10 أعوام، لقناة "إيه بي سي"، اللحظة التي دخل فيها المهاجم الصف وأوصد بابه، وقال للأطفال "ستموتون جميعًا"، قبل أن يباشر إطلاق النار عليهم.

وأضاف الطفل: "أعتقد أنه صوّب نحوي"، لكن كرسيًا بينه وبين مطلق النار أنقذه من الرصاصة.

ولفت صامويل ساليناس، إلى أن الكوابيس بدأت تراوده، حيث يرى فيها مطلق النار، مبينًا أن فكرة العودة إلى المدرسة أو حتى رؤية زملائه في الصف ما تزال تخيفه.

وحاول ساليناس "التظاهر بالموت" في الغرفة المخضّبة بالدماء، حتى لا تستهدفه الأعيرة النارية.

انتهجت ميا سيريلو البالغة من العمر 11 عامًا، الطريقة نفسها حتى لا تجذب انتباه سلفادور راموس، فلطخت نفسها بدم زميل لها كانت جثته بجانبها، كما أوضحت لشبكة "سي إن إن" في شهادة لم تُصوّر.

وأكد التلميذ دانيال لصحيفة "واشنطن بوست"، أن الضحايا لم يصرخوا أثناء انتظارهم وصول الشرطة لإنقاذهم. ومضى قائلًا: "كنت خائفًا ومجهدًا لأن الرصاص كاد يصيبني".

وأوضح الطفل أن معلّمته التي أصيبت في الهجوم لكنها نجت، طلبت من التلاميذ "التزام الهدوء" و"عدم التحرك".

وطلبت تلميذة أصيبت برصاصة أيضًا من معلمتها الاتصال بالشرطة قائلة إنها "تنزف كثيرًا"، حسب دانيال الذي لم يعد بإمكانه النوم بمفرده وتنتابه الكوابيس.

من جهتها، قالت والدته بريانا رويز، إن الأطفال الذين نجوا "يعانون صدمة، وسيتعين عليهم التعايش معها طوال حياتهم".

وكان مدير إدارة السلامة العامة بولاية تكساس ستيفن مكراو، قال في مؤتمر صحافي الجمعة، إن عناصر الشرطة لم يتدخلوا بسرعة لأنهم اعتقدوا أنه "قد لا يكون هناك ناجون".

لكن الشرطة تلقت مكالمات عديدة من أشخاص كثر في الصفين الدراسيين المتضررين، بينها مكالمة من طفلة في الساعة 12,16 ظهرًا أي قبل أكثر من نصف ساعة من تدخل الشرطة في الساعة 12,50، أبلغت أن "ثمانية إلى تسعة طلاب على قيد الحياة"، وفق ما كشف مكراو نفسه.

وتجمع في يوفالدي عشرات الأشخاص صباح السبت، في الساحة المركزية التي باتت مكانًا لتكريم الضحايا، ووضعوا زهورًا ورسائل موجهة إلى التلاميذ والمعلمتين وكذلك إلى الناجين.

بايدن وزوجته إلى يوفالدي

ويتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته جيل، يوم الأحد، إلى مدينة يوفالدي "للمشاركة في الحداد" مع سكان البلدة الصغيرة الذين شهدوا واحدة من أسوأ المجازر بالسلاح الناري في السنوات الأخيرة في البلاد.

لكن الرئيس الديمقراطي الذي يستنكر باستمرار "وباء" العنف المسلح، فشل حتى الآن في إمرار قوانين كبرى تتعلق بفرض رقابة على الأسلحة النارية.

وقال بايدن في خطاب ألقاه السبت: "لا يمكننا منع المآسي، أعلم ذلك، ولكن يمكننا جعل أميركا أكثر أمانًا"، مبديًا أسفه لـ"موت كثير من الأبرياء في العديد من الأماكن".

وكان حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت في مؤتمر صحافي، الأربعاء الماضي، أن مطلق النار نشر على فيسبوك ثلاث رسائل تتضمن معلومات عن هجومه، قبل تنفيذ العملية الدموية.

وتعد مذبحة مدرسة تكساس أكثر حادث دموية يقع في مدرسة أميركية منذ أن قتل مسلح 26 شخصًا، من بينهم 20 طفلًا، في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في ولاية كونيتيكت في ديسمبر/ كانون الأول 2012.

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة