"سر" تكشفه دراسة جديدة.. ما أسباب وفاة بعض مصابي كورونا دون غيرهم؟

ارتبطت أسئلة كثيرة بفيروس كورونا، منها، لماذا ظهرت على بعض المصابين أعراض طفيفة شبيهة بالإنفلونزا، بينما تحول عند آخرين إلى مرض شديد أدى إلى الوفاة؟

ومن أجل ذلك، سعت دراسة جديدة نشرت في دورية "نيتشر Nature"، للإجابة عن هذا السؤال، فقد أظهر باحثون من جامعة روكفلر Rockefeller University، خلال التجارب، أن الفئران ذات المتغيرات الجينية المرتبطة سابقًا بمرض الزهايمر كانت أكثر عرضة لخطر الموت عند الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد أن أصيبت بالتهاب رئوي وأتلفت أنسجتها.

ووجد العلماء بعد أن تحولوا من المختبر إلى الدراسات البشرية أن الأشخاص المصابين بمتغير جيني معين يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر وتصلب الشرايين، كما يزيد من احتمال تعرضهم للوفاة في حال إصابتهم بفيروس كورونا.

وتشير النتائج أيضًا إلى أن التركيبة الوراثية للجين تؤثر على نتائج كورونا بطريقتين، من خلال تعديل الاستجابة المناعية منع الفيروس من إصابة الخلايا.

ولأن 3% من سكان العالم يمتلكون هذه المتغيرات الجينية فقد تكون للنتائج آثار على مئات الملايين من الأفراد على مستوى العالم.

وقال الباحثون: إن هذه الدراسة "يجب أن تتبعها دراسات أخرى لتأكيد النتائج ومن ثم يمكن أن يوصي الأطباء بإعطاء الأولوية للأفراد الذين لديهم متغيرات جينية معنية، للحصول على اللقاحات والعلاجات المضادة للفيروسات لحمايتهم من أي مخاطر قد يتعرضون لها في المستقبل".

أسباب وفاة بعض المصابين

وفي هذا الإطار، يشير اختصاصي علم الفيروسات والمستشار السابق لدى منظمة الصحة العالمية يحيى مكي، إلى أن وفاة شخص دون آخر بفيروس كورونا، يعود إلى التغيرات الجينية عند البعض في الأبو بروتين (Apolipoprotein) الذي يتكوّن في الكبد والمسؤول عن الكوليسترول وكل الدهون وتوصيلها إلى كل أعضاء جسم الإنسان.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من مدينة ليون الفرنسية، أن هذه التغيرات الجينية هي التي تسبب ارتفاع الكوليسترول عند الأشخاص، وتؤدي إلى الالتهاب الشديد وإيصال الفيروس لكل الأعضاء وتعطيل المناعة.

كما يشير مكي إلى وجود دراسة يابانية جديدة درست المكونات المناعية لما يسمى السيتوكين (cytokine) التي تتركز في الكروموزوم 5، وأن التغيرات التي تصيبها تصيب بكثرة الشبان في جنوب وشرق آسيا وليس كبار السن، مشيرًا إلى تغير التركيبة المناعية يسبب الالتهاب الحاد والمرض الخطير والوفيات.

ويعتبر أن خطر كورونا الشديد انتهى لأن العالم مر بالعام الثالث من الجائحة في ظل وجود المناعة الجماعية وتلقي اللقاحات، مشددًا على أن الجائحة لم تنته لأن العدوى لا تزال منتشرة.