Skip to main content

شبكة معقّدة ومجهولة.. الاحتلال يزوّر الحقائق حول دخوله أنفاق غزة

الأحد 19 نوفمبر 2023
تُشير بعض التقديرات إلى أنّ شبكة أنفاق غزة هي الأكبر في العالم بعد شبكة المنشآت التي بنتها كوريا الشمالية تحت الأرض - نيويورك تايمز

نشرت حسابات مؤيدة لإسرائيل مقطع فيديو يزعم أنّه لوجود جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل أنفاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خلال العدوان على قطاع غزة.

وبالبحث عن حقيقة الفيديو، وجد موقع مكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة "مسبار" أنّ مقطع الفيديو قديم وليس لقوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل أنفاق حماس في قطاع غزة.

ووجد "مسبار" أنّ مقطع الفيديو نُشر على موقع يوتيوب في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2022، ويُوثّق مخبأً مهجورًا لجهاز إرسال في السويد يُرجّح أنه يعود إلى الحرب الباردة.

يوثّق الفيديو مخبأً مهجورًا لجهاز إرسال في السويد يُرجح أنه يعود إلى الحرب الباردة- يوتيوب

كما عثر "مسبار" على مقاطع فيديو مماثلة منشورة على يوتيوب منذ مدة، وتتطابق مع المقطع الذي نشرته الحسابات المؤيدة لإسرائيل من حيث العناصر الداخلية للمكان.

كما نشرت حسابات مهتمة بالاكتشافات الحضارية القديمة مقاطع فيديو لأماكن تعود للفترة الزمنية نفسها، وتُظهر الملاجئ تحت الأرض.

مزاعم كاذبة حول الأنفاق

ويأتي تداول الفيديو في إطار الحملات الإعلامية الإسرائيلية للترويج بوجود أنفاق لحماس تحت المستشفيات في قطاع غزة. وهي مزاعم ثبت أنّها كاذبة بدليل أن الاحتلال لم يستطع كشف أي دليل على صحتها.

وكشف تحقيق لـ"العربي" أكاذيب أطلقها المتحدّث العسكري دانيال هاغاري في مقطع فيديو يزعم فيها بالصور اكتشاف قوات الاحتلال ممرًّا سريًا بالقرب من مستشفى الرنتيسي يؤدّي إلى أنفاق يتحصّن فيها مقاتلو المقاومة، وفق زعمه.

كما فنّد تحقيق آخر لـ"العربي" أكاذيب الاحتلال حول وجود ما وصفه بأنّه "مدخل لأحد الأنفاق" على الجانب الشرقي لمستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية في قطاع غزة.

وقبل أسبوع تقريبًا، كشف المرصد الفلسطيني لتدقيق المعلومات والتربية الإعلامية "تحقّق" أنّ صورة متداولة على أنّها مقرّ تابع لحماس ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليه قبل عدة أيام في غزة، قديمة وتعود إلى 21 مارس 2014، وتُظهر مدخل نفق للمقاومة الفلسطينية كشفته حينها قوات الاحتلال على الحدود مع قطاع غزة.

لغز أنفاق غزة

ويُعد تفكيك الأنفاق جزءًا أساسيًا من هدف إسرائيل المتمثّل في القضاء على قيادة حماس خلال حربها على قطاع غزة.

لكنّ هذه الأنفاق تُشكل تحديًا كبيرًا أمام القوات البرية الإسرائيلية في أرض الميدان، إذ إنه على الرغم من مرور 22 يومًا على بداية التوغّل الإسرائيلي في قطاع غزة، لم يستطع جيش الاحتلال الوصول إلى هذه الأنفاق.

وتُشير بعض التقديرات إلى أنّ شبكة أنفاق "حماس" هي الأكبر في العالم بعد شبكة المنشآت التي بنتها كوريا الشمالية تحت الأرض.

وتصفها وسائل إعلام غربية بـ"مترو غزة" أو "المتاهة العنكبوتية" نظرًا لكونها شبكة كبيرة ومعقّدة، يُرجّح أنّها تضم 1300 نفق، يبلغ طولها نحو 500 كيلومتر، وعمق بعضها حوالي 70 مترًا تحت الأرض، وعرض بعضها مترين.

ولم يكتشف جيش الاحتلال الإسرائيلي خطرها وتعقيداتها إلا بعد عدوانه على غزة عام 2014، ليبدأ بناء عوائق حدودية تحت الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة، لمنع التسلل عبر الأنفاق إلى المدن والبلدات الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن جيش الاحتلال قوله: إنّ كلفة بناء كل نفق تبلغ 3 ملايين دولار.

المصادر:
العربي - مسبار
شارك القصة