Skip to main content

شديدة الخطورة.. دراسة تحذّر من الحواجز البلاستيكية للوقاية من كورونا

الجمعة 20 أغسطس 2021
باتت الحواجز الواقية من أبرز إجراءات التباعد الاجتماعي بعد كورونا

كشفت دراسة جديدة أن الحواجز البلاستيكية العازلة التي فرضتها إجراءات التباعد الاجتماعي في المطاعم وصالونات التجميل والفصول الدراسية، لم تؤدِ إلى نتيجة تُذكر في وقف انتشار فيروس كوفيد 19.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن علماء شاركوا في الدراسة التي قادها باحثون من جامعة جونز هوبكنز الأميركية، قولهم: إن الحواجز البلاستيكية تمنح الناس إحساسًا زائفًا بالأمان، إذ بينما من المفترض أنها وُضعت لتقي الناس من الجراثيم والفيروسات فهي لا تساعد في الحد من تفشي عدوى فيروس كورونا.

وتشير الأبحاث إلى أنه في بعض الحالات، قد يؤدي وجود حاجز أمام عامل ما إلى إعادة توجيه الجراثيم إلى عامل آخر أو عميل آخر. كما يُمكن أن تُؤدي الواقيات البلاستيكية الشفّافة، مثل تلك الموجودة في صالون التجميل أو الفصل الدراسي، إلى إعاقة تدفّق الهواء الطبيعي والتهوية.

ويشرح العلماء أنه في ظل الظروف العادية في المتاجر والفصول الدراسية والمكاتب، تتفرّق الجزيئات الصغيرة المحمولة بواسطة التيارات الهوائية، واعتمادًا على نظام التهوية، يتمّ استبدالها بهواء نقي تقريبًا كل 15 إلى 30 دقيقة. لكن بناء الحواجز البلاستيكية يمكن أن يغير من آلية تدفّق الهواء في الغرفة، ويُعطّل التهوية العادية ويخلق "مناطق ميتة"، حيث يُمكن أن تتراكم الجزيئات في مناطق معينة وتصبح شديدة التركيز.

تُعيق تدفّق الهواء

وأظهرت الدراسة أن الحواجز المكتبية في الفصول الدراسية ترتبط بزيادة خطر الإصابة بفيروس كورونا. وفي منطقة مدارس ماساتشوستس، وجد الباحثون أن فواصل الزجاج الموجودة في الجدران الجانبية في المكتب الرئيسي تُعيق تدفّق الهواء.

كما وجدت دراسة تبحث المدارس في ولاية جورجيا أن الحواجز المكتبية كان لها تأثير ضئيل على انتشار فيروس كورونا مقارنة بتحسينات التهوية.

وعام 2014، وجدت دراسة أن تقسيمات المكاتب كانت من بين العوامل التي ربما تكون ساهمت في انتقال مرض السل في أستراليا.

وأظهرت دراسات بريطانية تُحاكي ما يحدث عندما يقوم شخص ما على جانب واحد من الحاجز بزفر جزيئات أثناء التحدّث أو السعال في ظل ظروف تهوية مختلفة، أن الحاجز يكون أكثر فاعلية عندما يسعل الشخص، لأن الجزيئات الأكبر تصطدم بالحاجز. ولكن عندما يتحدث الشخص، لا تحبس الشاشة جزيئات الزفير التي تطفو حولها. وتبقى الجزيئات في الغرفة، ما يشكل خطرًا على الموظف والآخرين الذين قد يستنشقون الهواء الملوث.

عواقب غير مقصودة

وقالت أستاذة الهندسة البيئية للمباني في جامعة ليدز، كاثرين نوكس: إن إقامة الحواجز تبدو فكرة جيدة، ولكن يمكن أن يكون لها عواقب غير مقصودة.

وأضافت أن "التأثير يتمثل في منع الجسيمات الأكبر حجمًا، ولكن الجزئيات الجوية الأصغر تنتقل فوق الحواجز وتختلط في هواء الغرفة في غضون 5 دقائق تقريبًا. وهذا يعني أنه إذا تفاعل الأشخاص لأكثر من بضع دقائق، فمن المحتمل أن يتعرّضوا للفيروس بغض النظر عن وجود الحواجز".

واعتبرت أنّ هذه قد "تكون مشكلة كبيرة خاصّة في أماكن مثل الفصول الدراسية حيث يتواجد الناس لفترات أطول من الوقت"، مضيفة أن وجود "عدد كبير من الحواجز يُعيق تدفّق الهواء ويخلق أخطار أعلى يصعب تحديدها".

في المقابل، اعتبر ريتشارد كورسي، أستاذ في الهندسة في جامعة كاليفورنيا، أنه يجب ألا يصاب الناس بالذعر عندما يرون حواجز شفّافة، ولكن لا ينبغي لهم أيضًا اعتبارها بمثابة حماية كاملة.

ودعا كورسي العمال والطلاب إلى الاستمرار في ارتداء الأقنعة لتقليل المخاطر، حتى لو كانوا موجودين أمام حواجز شفافة.

المصادر:
نيويورك تايمز
شارك القصة