Skip to main content

"شريان حياة".. مجلس الأمن ينجح في تمديد إدخال المساعدات للسوريين

الإثنين 9 يناير 2023

بعد خشية كبيرة من النازحين السوريين على الحدود السورية التركية حول مصير المساعدات الدولية الإغاثية المقدمة لهم، نجح مجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين، في تمديد آلية إيصال المساعدات الدولية إلى ملايين السوريين عبر الحدود مع تركيا، لمدة ستة أشهر قادمة.

ورغم التمديد، إلا أن هذه فترة زمنية اعتبرها عدد من الدول الأعضاء قصيرة جدًا في ظل تلويح روسيا الدائم باستخدام "الفيتو" لمنع دخول تلك المساعدات، حيث تشترط موسكو أن تمر عبر حليفها النظام السوري.

تمديد قصير

ويمدد القرار الذي أقر بالإجماع، حتى 10 يوليو/ تموز 2023 الآلية التي تسمح بإرسال المساعدات من تركيا، فقط عبر معبر باب الهوى إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب وضواحيها.

وكان قد جرى تمديد الآلية التي ينتهي العمل بها الثلاثاء، في يوليو/ تموز الماضي، لمدة ستة أشهر وهي فترة فرضتها موسكو.

وتريد روسيا أن تمر المساعدات حصرًا عبر مناطق سيطرة النظام وليس عبر معبر باب الهوى الذي تنقل من خلاله أكثر من 80% من حاجات السكان في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري.

وهنا تخشى الدول المقدمة للمساعدات من أن تتحول المساعدات الدولية في حال أصبحت بيد النظام السوري إلى أداة "ابتزاز" بغية تحقيق مكاسب سياسية على حساب المعارضة.

وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا، إن التصويت الإيجابي لروسيا، اليوم الإثنين "لا يغير موقفنا المبدئي من الآلية"، داعيًا إلى "احترام وحدة أراضي سوريا وسيادتها".

يعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة - غيتي

"شريان حياة"

لكن الكثير من الدول الأعضاء في مجلس الأمن مثل الولايات المتحدة وفرنسا واليابان التي تترأس المجلس في الشهر الحالي، شددت على أنها كانت ترغب في تمديد الآلية لسنة واحدة.

من جهته، قال السفير الفرنسي نيكولا دو ريفيير: "كانت الجهات الإنسانية بحاجة إلى تفويض لا يقل عن 12 شهرًا وفتح نقطة عبور ثانية لضمان نقل المساعدات الإنسانية بصورة أفضل للسكان. ضمان وصول المساعدات بشكل مستدام ودون عقبات هوشرط لتقديم مساعدة فعالة للسكان".

وذكرت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد أن "تصويت اليوم يبعث على الارتياح للشعب السوري. ومع أن شريان الحياة هذا يستمر في لعب دوره، بالإمكان القيام بأكثر من ذلك بكثير" واصفة القرار بأنه "الحد الأدنى".

من جهته، أخذ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "علمًا بالأمر في الوقت الذي بلغت فيه الحاجات الإنسانية أدنى مستوياتها منذ بدء النزاع في 2011" على ما أعلن المتحدث باسمه في بيان.

والشهر الماضي، وصفت المنظمات الإنسانية الوضع في منطقة إدلب بأنه "الأصعب منذ سنوات"، وسط عجز هائل في المساعدات الإنسانية.

وفي وسط هذه الظروف، أعلنت الأمم المتحدة أنها بحاجة لأكثر من 200 مليون دولار لتمويل عمليات الاستجابة الشتوية، بينما لم تستطع تأمين سوى مبلغ لم يصل إلى 40 مليون دولار.

وتشير آخر الإحصاءات إلى أن أكثر من 3 ملايين ونصف المليون شخص من أصل 4 ملايين باتوا بحاجة إلى المساعدات في شمال سوريا، وهي أرقام تقف أمامها المنظمات الإنسانية في المنطقة عاجزة.

وفي ظل انعدام فرص العمل وزيادة وطأة الضغوط المعيشية على المدنيين في إدلب، في فصل الشتاء تحديدًا، بدأت كثير من الأُسر في المنطقة تقليل الوجبات الرئيسية للعائلة لصالح التدفئة.

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة