Skip to main content

"شو منلبس".. جروح اللبنانيين في تعاون مسرحي بين يحيى جابر وأنجو ريحان

السبت 4 مايو 2024
أنجو ريحان في جانب من عمل "شو منلبس" في تعاون هو الثالث مع يحيى جابر - فيسبوك

"شو منلبس". ليس مجرّد عنوان مسرحية من النوع الاجتماعي، تتعلق بالثياب التي نرتديها كما يوحي عنوانها، وإنما يذهب إلى "العمق" كما اعتاد أن يفعل "الثنائي" يحيى جابر وأنجو ريحان.

فعبر رسائل كوميدية ساخرة، دائمًا ما يلفت المخرج المسرحي اللبناني يحيى جابر من خلالها النظر للمدن المعذّبة في لبنان، يسلّط "شو منلبس" الضوء على قضايا من وزن الهوية والطائفية والحرب والمرأة والفقر وغيرها.

هكذا، وعلى خطى أعماله السابقة، وآخرها "مورفين" و"مجدرة حمرا" و"من كفرشيما للمدفون"، يلامس جابر مرّة أخرى واقع لبنان، ليس طائفيًا فحسب، ولكن جغرافيًا أيضًا، معتمدًا على مبدأ البطولة الأولى للنص والممثل.

"شو منلبس".. تعاون ثالث بين جابر وريحان

في "شو منلبس"، يقدّم يحيى جابر لجمهوره مجموعة حكايات كالعادة في قالب سياسي كوميدي وببطلة واحدة جسّدتها الممثلة اللبنانية أنجو ريحان عبر أكثر من 10 شخصيات على خشبة المسرح.

ويلفت جابر، في تصريح لـ"العربي"، إلى أنّ هذا العمل هو التعاون الثالث بينه وبين أنجو ريحان، بعد "اسمي جوليا" و"مجدرة حمرا" التي لا تزال عروضها مستمرّة في لبنان والخارج.

ويشير إلى أنّ عروض "شو منلبس" بدأت منذ ثلاثة أشهر، ولا تزال مستمرّة بنجاح يصفه بـ"الهائل"، علمًا أنّ العمل يروي مجموعة قصص وحكايات، وفق ما يقول.

وكان جابر عبّر في وقت سابق عن تقديره للحضور الجماهيري القوي الذي واكب "شو منلبس"، حيث كتب عبر حسابه على "فيسبوك": "شكرًا لكل يد صفّقت، ولكل عين بكت أو ضحكت معنا". وأضاف باللهجة العامية: "شو حلوين الناس لما يفرحوا لنا، وشو حلوي بلادنا"، مردفًا: "شكرًا أنجو ريحان المسرح وعطره".

"مين لبّسنا التهمة؟"

في "شو منلبس"، يروي يحيى جابر وأنجو ريحان حكاية أخرى من فصول الحرب الأهلية اللبنانية، علمًا أنّ الشخصية الرئيسية في العمل هي يارا، التي تُعَدّ "يسارية محافظة"، وهي الابنة الكبرى لقيادي في الحزب الشيوعي اللبناني، والتي كانت شاهدة على الحرب.

يختصر جابر فلسفة العمل، في منشور له على حسابه، يقول فيه: "مين بيلبّسنا فكرة او تياب؟ مين بيقرر "شو منلبس"؟ شو يعني ماشي عالموضة أو دقة قديمة بالحب او بالسياسة او الثورة أو الزواج او اللي مش عاجبه عرينا أو لبسنا؟". ويتابع: "شو منلبس؟ مين لبّسنا التهمة؟ مين لقطنا متلبّسين بحب الحياة او الموت؟".

وعن هذه الفلسفة الخاصة بالعمل، تتحدّث البطلة أنجو ريحان لـ"العربي"، فتلفت إلى أنّ العنوان يحمل بين طيّاته "لعبًا على الكلام"، مشيرة إلى أنّ القصّة أبعد من مسألة ارتداء الملابس، كما قد يفهم البعض.

وتوضح ريحان أنّ العمل يتطرق إلى بعض الأفكار التي "لبّسونا" (جعلونا نرتديها) إياها، فضلاً عن العادات والمفاهيم والتقاليد التي نتوارثها، مضيفة: "كلنا نحلم أن نصبح على وطن يشبهنا ويفسّر ماذا نريد وهو حقنا الطبيعي بالتعبير عن رأينا بحرية".

بين "مجدرة حمرا" و"شو منلبس"

وبشيء من الاعتزاز، تتحدّث ريحان لـ"العربي" عن التجربة مع جابر، وهي الثالثة في مسيرتهما، لافتة إلى أنّ الأخير يتميّز بأسلوب خاص في كتابة مسرحياته وفي إعداده للممثل.

تقول إنّها لا يعطي النصّ جاهزًا للممثل، بل يطرح مجموعة أفكار يتمّ تطويرها خلال جلسات عدّة يعقدها معه، لافتة إلى أنّ كتابة العمل بدأت منذ العام 2018.

وتشدّد على أنّ جابر "مستمع رائع، وهو يعرف كيف يستمع للقصص، وكيف يراقب ويختار القصص التي يعرف كيف يحوّلها لنص متين، يحمل في الوقت نفسه الكثير من الغنى".

وتؤكد أيضًا على أهمية الجرعة الكوميدية في هذا العمل وغيره من أعمال جابر، وهي جرعة تتيح لها الخروج من الذات، ولا سيما أنّ ريحان تقرّ لـ"العربي" بأنّ الكوميديا تستهويها، ولا سيما أنّها شخص إيجابي ومَرِح بطبيعتها.

وبين "مجدرة حمرا" و"شو منلبس"، تجد ريحان نفسها أقرب إلى العمل الجديد، رغم النجاح الهائل الذي حقّقه العمل السابق، والذي جعلها تخشى مع جابر من الإقدام على مغامرة جديدة لا تحقّق النجاح نفسه.

تقول: "هناك اختلاف طبعًا بين العملين، ففي مجدرة حمرا 3 نساء يروين قصّتهنّ"، وتضيف: "شو منلبس أقرب لي لأنها تشبه أكثر بيئتي وما أريد أن أقوله بشكل شخصي، في حين أنني في مجدرة حمرا كنت أحمل قضايا نساء أخريات".


المزيد عن مسرحية "شو منلبس" من خلال المقابلة الخاصة مع بطلة العمل الممثلة أنجو ريحان، خلال إطلالتها ضمن برنامج "ضفاف" عبر شاشة "العربي 2".
المصادر:
العربي
شارك القصة