Skip to main content

"صدمة" في سوريا.. هل كرّست الأمم المتحدة "خذلان الغرب" بعد الكارثة؟

الثلاثاء 14 فبراير 2023

بعد أسبوع على الزلزال المدمّر في سوريا وتركيا، وبعدما اعترف مسؤولون في الأمم المتحدة بـ"التقصير" على مستوى الاستجابة لحجم الكارثة في الشمال السوري تحديدًا، اختتمت جلسة مجلس الأمن الدولي المغلقة لبحث دعم المنكوبين بدون قرار فعليّ.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين إنّ رئيس النظام السوري بشار الأسد "وافق"، وفق توصيفه، على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب سوريا لإدخال مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال الذي أوقع أكثر من 35 ألف قتيل في سوريا وتركيا.

لكنّ أيّ مشروع قرار بهذا الشأن لم يُطرَح للتصويت، علمًا أنّ تباينًا ساد في المواقف خلال الجلسة التي كانت مخصّصة أصلاً للتصويت على قرار "يُلزِم" النظام السوري بفتح المعابر أمام قوافل الإغاثة إلى شمال سوريا، علمًا أنّ دولاً غربية، في صدارته الولايات المتحدة، تسعى إلى قرار أممي بهذا الشأن، ترفضه روسيا بوصفه "انتهاكًا للسيادة"، كما تقول.

"حيرة من تصرفات الأمم المتحدة"

وخلّف موقف الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش "صدمة" للكثير من السوريين، تجلّت في موقف الدفاع المدني السوري، أو ما يُعرَف بـ"الخوذ البيضاء"، حيث سارع إلى انتقاده، باعتبار أنّه منح رئيس النظام بشار الأسد "الفرصة في أن تكون له كلمة" بشأن تقسيم مساعداتها عبر المعابر الحدودية مع تركيا.

ونقلت وكالة رويترز عن رئيس جماعة الخوذ البيضاء رائد الصالح قوله: "هذا أمر صادم ونحن في حيرة من تصرفات الأمم المتحدة". وتتماشى تصريحاته مع المشاعر التي أبداها الكثير من السوريين في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي دمرها الزلزال العنيف الأسبوع الماضي.

وقبل الزلزال كانت المساعدات الإنسانية لشمال غرب سوريا، المنطقة التي لا تخضع لسيطرة النظام السوري، تدخل من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.

لكنّ غوتيريش قال إنّ "فتح هذين المعبرين وكذلك تسهيل دخول الدعم الإنساني من خلال تسريع آليات الموافقة على التأشيرات وتسهيل السفر، من شأنه أن يسمح بدخول مزيد من المساعدات بشكل أسرع".

وشدد على أن "توفير المواد الغذائية والرعاية الصحية والحماية والإيواء والإمدادات الشتوية وغيرها من الإمدادات إلى ملايين المتضررين هو أمر في غاية الإلحاح".

وفي أعقاب جلسة مجلس الأمن قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتّحدة نيكولا دي ريفيير: "الأمر سيكون بسيطًا للغاية: فإما أن يعمل المعبران الإضافيان، وهذا أمر جيد (...) ينبغي ألا تكون هناك أي عقبة لتجاوزها. وإذا لم يكن الأمر كذلك، إذا لم تسر الأمور على ما يرام، فأعتقد أنّه سيتعين على مجلس الأمن أن ينكب مجددًا على العمل" على هذا الملف.

وكان غريفيث قد أشار مطلع الأسبوع إلى أنه سيسعى للحصول على تصريح من مجلس الأمن لزيادة الوصول من تركيا إذا لم توافق حكومة النظام السوري على ذلك.

أوضاع الشمال السوري "سيئة للغاية"

ويحتاج تمرير القرار إلى تسعة أصوات لصالحه وألا تستخدم روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حق النقض.

وقال دميتري بوليانسكي نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة: إن القرار ليس ضروريًا "لأنه قرار سيادي لسوريا"، وفق وصفه.

وأضاف بوليانسكي أن أي ضغط للتوصل إلى حل من شأنه "تسييس" القضية ولن يساعد السوريين.

والأوضاع سيئة للغاية في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة فصائل معارضة، علمًا بأنه يتعذر دخول أي قوافل مساعدات من الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام إلى هذه المنطقة من دون موافقة النظام

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أن أكثر من 300 جندي روسي و60 وحدة من المعدات العسكرية الخاصة يساعدون في الجهود الإغاثية في سوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد منذ أكثر من أسبوع.

وفي إشارة إلى القوات الروسية المتمركزة في سوريا، قالت وزارة الدفاع في بيان على تطبيق المراسلة تلغرام: "يواصل جنود مجموعة القوات الروسية القيام بأنشطة لإزالة الأنقاض والإغاثة من آثار الزلازل".

وأضافت: "يشارك في العمل أكثر من 300 جندي و60 وحدة من المعدات العسكرية والخاصة".

السوريون يشعرون بنكران تجاه الأمم المتحدة

وبشأن موقف الأمم المتحدة والخذلان الذي يشعر به السوريون، يوضح الباحث بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات رضوان زيادة أنّ كلمة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث كانت قوية جًدا بأن المجتمع الدولي خذل الشعب السوري في مناطق شمال غرب سوريا، وأن السوريين يشعرون بنكران تجاه الأمم المتحدة.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى صمت مطبق وذلك بعد دخول أول شاحنة من المساعدات الغذائية بعد مرور 4 أيام على الزلزال، معربًا عن اعتقاده أنه لو دخلت المساعدات الإنسانية في وقت أبكر بكثير، لكنا حفظنا مئات آلاف الأرواح من السوريين العالقين تحت الأنقاض.

ويضيف أن كل جهود الأمم المتحدة الآن ستركز فقط على إزالة الجثث من تحت الأنقاض وتقديم المساعدات مثل الخيم والمساعدات الإنسانية والغذائية الضرورية للسوريين الذين يعيشون في منطقة صعبة للغاية.

وبشأن السلوك الغربي تجاه ما حصل في سوريا وتركيا، يقول زيادة: إنه "من غير المعروف لماذا تأخرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في إرسال المساعدات إلى شمال غرب سوريا".

وفيما يشير إلى أن هناك الكثير من التفسيرات حيال التأخر في إرسال المساعدات، يلفت إلى أن البعض يعتقد أن المساعدات يجب أن تتركز على تركيا التي تضررت كثيرًا بسبب الزلزال، فيما يعتقد البعض الآخر أن إرسال مساعدات إلى دمشق سيكون كافيًا لإنقاذ المناطق في شمال غرب سوريا.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة