Skip to main content

صديق بالأجرة.. شاب ياباني يروي تجربته مع عمله الغريب

الأحد 28 فبراير 2021
يكسب موريموتو شوجي رزقه من خلال الاهتمام بحاجات عملائه البسيطة مثل الاستماع لهم

يسكن موريموتو شوجي البالغ من العمر 37 عامًا في العاصمة طوكيو، ولديه من المتابعين قرابة 260 ألفًا على منصات التواصل الاجتماعي.

ويكسب هذا الشاب رزقه من خلال توظيف نفسه لتلبية طلبات عملائه البسيطة، كالاستماع لمشاكلهم ورفقتهم في شؤونهم اليومية وهو المعروف باسم "الرجل الذي لا يفعل شيئًا".

ومنذ يونيو/ حزيران 2018، يؤجّر موريموتو نفسه لفعل "لا شيء"، ويقول عن نفسه إنه لا يفعل شيئًا سوى الأكل والشرب وتلبية بعض الاحتياجات البسيطة. ويقول موريموتو إنه اشتغل في الأعمال الحرة طوال 6 أعوام بعد تخرجه من الجامعة؛ إلا أنه أكد عدم قدرته على مواصلة أي عمل يقوم به.

وأضاف "هنا قلت لنفسي لعلي إن لم أعمل شيئًا سيكون الحال أفضل، وتساءلت ما الذي سيحدث إن لم أشتغل بعمل ما وبقيت أنتظر هكذا؟ وما هي العروض التي ستأتيني إن لم أقدم أي خدمة؟". وأشار إلى أنه بدأ في استقبال عدد من عروض العمل اعتبارًا من يونيو 2018، مع تقييم كل فرصة ورفض الأمور الصعبة.

وقال "لا أقبل بكافة العروض، فأول شيء أفعله هو تقييم العرض إن كان مريحًا أم لا، وأختار الأنسب، وإن وجدت صعوبة ولو بسيطة أرفض العرض". وأوضح الشاب الياباني أنه يجني مقابل "العمل الواحد" 10 آلاف ين ياباني (93 دولارًا)، إضافة إلى تغطية العميل تكاليف أجرة الطريق.

موهبة القيام بأمور بسيطة 

ويقول موريموتو عن طبيعة عمله إنه يذهب إلى نقطة اللقاء المتفق عليها مع العميل، ويبدأ عمله عبر القيام بأمور بسيطة كالجلوس والاستماع وتناول الطعام والذهاب إلى الحفلات الموسيقية مع عميله. وعن طبيعة الأشياء التي يطلبها العملاء منه يضيف موريموتو "أحد العملاء طلب مني أن أرد على رسالة المعايدة التي سيرسلها إلي بمناسبة حلول العام الجديد، وأنا أقابله بمعايدة".

وأضاف "عميل آخر طلب مني مرافقته في أول أيام العمل بالعام الجديد، وآخر طلب مني مرافقته في طريق عودته إلى منزله، وآخر يريد الحديث عن مشاكله العائلية".

وأشار موريموتو الى أنه يستمع بكل إصغاء إلى كافة عملائه ويحاول إيجاد حلول لمشاكلهم الحياتية. وأوضح أن إحدى السيدات طلبت منه مجالسة أطفالها الثلاثة، بسبب صعوبة رعايتهم بمفردها لانشغال زوجها بالعمل. وقال "السيدة قالت لي تعال إلى المنزل وتابعني وأنا أرعى أطفالي فقط"، مبينًا أنه بقي في منزل السيدة إلى أن جاء زوجها من العمل.

وأشار إلى أن أحد عملائه طلب منه مرافقته إلى حضور طقوس الاحتفال برأس السنة اليابانية، لخشية أصدقائه من مرافقته بسبب كورونا.

وقال موريموتو إنه بدأ "عمله" الجديد منذ قرابة 3 أعوام، ولم يفكر إن كان سيستمر في هذا العمل أم لا. وأضاف "إذا شعرت بالملل أو فقدت الثقة بنفسي، يمكنني البحث عن أشياء مختلفة لأقوم بها، حيث إني لا أفكر كثيرًا في المستقبل، فجداول أعمالي اليومية ممتلئة، وإن نظرنا موضوعيًا فأنا مشغول بشكل يومي".

ولفت إلى حالة الشعور برهاب الوحدة في المجتمع الياباني، قائلا "هناك يابانيون لا يستطيعون الذهاب إلى متجر بمفردهم ويشعرون أنهم لا يستطيعون دخول بعض الأماكن لوحدهم".

المصادر:
الاناضول
شارك القصة