Skip to main content

عام على إعلان كوفيد-19 "وباءً عالميًا".. متى تعود الحياة إلى طبيعتها؟

الخميس 11 مارس 2021
الوضع سيستغرق سنوات للعودة مجددًا إلى الحياة الطبيعية

في  مارس/آذار 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية فيروس كوفيد-19 جائحة عالمية، بعد أن فشلت حكومات العالم أجمع في احتواء الوباء.

وبعد مرور عام، ورغم فسحة الأمل التي وفّرتها اللقاحات المضادة للفيروس، لا يزال كثيرون حول العالم يخضعون لقيود مشدّدة، وسط غياب أي مسار واضح باتّجاه عودة الحياة إلى طبيعتها.

ومنذ أول ظهور له في الصين نهاية العام 2019، أودى وباء كوفيد-19 بحياة أكثر من 2,6 مليون شخص، ووصل عدد المصابين إلى 117 مليونًا حول العالم، وفق إحصاءات معهد "جونز هوبكنز" المعني برصد تطورات الجائحة. كما فرض الوباء قيودًا غير مسبوقة على الحركة العالمية، ما أدى إلى انكماش الاقتصادات.

في البداية، توقّع الجميع أن الأوضاع غير الاستثنائية ستستمرّ لأيام، أو لأسابيع أو حتى لأشهر، حتى ثبت أن الوضع "سيستغرق سنوات"، للعودة مجددًا إلى الحياة الطبيعية كما كانت قبل ظهور فيروس كورونا المستجد.

وفي إشارة إلى ضخامة التحدّي؛ تواصل دول العالم تسجيل حصيلة يومية قياسية من الوفيات، مع انتشار نسخ متحوّرة من الفيروس معدية أكثر. 

وسجّلت البرازيل، الأربعاء، حصيلة يومية قياسية من الوفيات بلغت 2286 وفاة. وقال أديلسون مينيزيس (40 عامًا) من أمام أحد مستشفيات ساو باولو، كبرى المدن البرازيلية حيث أُغلقت كل الشركات والمتاجر غير الأساسية لمكافحة انتشار الوباء: "لقد استغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى تحرّك السياسيون.. نحن الفقراء ندفع ثمن ذلك". 

في مساء 11 مارس 2020، قلّل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من أهمية التهديد الذي يمثله كوفيد-19. وقال ترمب للأميركيين: "لن يكون للفيروس فرصة للتغلّب علينا".

لكن مع توالي الأشهر، تحوّلت الولايات المتحدة إلى أكثر دول العالم تضررًا من فيروس كورونا، حيث سجّلت نحو 29 مليون إصابة، وما يزيد عن 528 ألف وفاة.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أقرّ الكونغرس الأميركي حزمة إنعاش بقيمة 1,9 تريليون دولار، قال الرئيس الحالي جو بايدن إنها ستُمنح العائلات الأميركية التي تُعاني من "فرصة للقتال". 

سلالات متحوّرة

وشهدت جنوب إفريقيا أسوأ تجربة في القارة السوداء مع الفيروس. وسجّلت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة أكثر من 1.5 مليون حالة إصابة مؤكدة، وأكثر من 50 ألف حالة وفاة.

كما تحوّلت أوروبا، لا سيما فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلى بؤر جديدة لتفشي الفيروس، بعد أن كانت إيطاليا الضحية الأولى للجائحة في القارة.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، رصدت بريطانيا أول سلالة متحوّرة من فيروس كورونا، وصُنّفت بأنها أوسع انتشارًا من الأولى لكن أقل فتكًا. وما لبثت أن انتشرت السلالة الجديدة من كورونا في نحو 50 دولة، واستمرّت في التحور، وظهرت سلالة جديدة نُسبت إلى جنوب إفريقيا.

حرب وأمل

قبل عام، كانت الدفاعات الوحيدة ضد الفيروس وضع الكمامات والحدّ من تفاعل الناس مع بعضهم البعض.

وتوقّفت حركة الطيران العالمي، وفرضت الحكومات قيودًا مشددّة على المواطنين، ما أجبر المليارات على الخضوع لشكل من أشكال الإغلاق بينما ساد الخوف.

في الوقت نفسه، أطلقت الحكومات والعلماء سباقًا لإنتاج لقاحات مع إجراء عمليات بحث وتطوير بوتيرة متسارعة غير مسبوقة. ونجحت 5 لقاحات حتى الآن في الحصول على موافقة للاستخدام الطارئ، بعد أن سجّل بعضها نسبة فعالية وصلت إلى 94%. 

وأبرز هذه اللقاحات هي: لقاح فايزر ـ بيونتيك الأميركي ـ الألماني، وموديرنا الأميركي، وأسترازينيكا البريطاني، وسينوفاك الصيني ولقاح سبوتنيك في الروسي.

وفّرت اللقاحات المضادة لفيروس كورونا الأمل الوحيد في تجاوز الكابوس

وحتى الآن، سجّلت حملات التلقيح أكثر من 300 مليون جرعة في 140 بلدًا، وفقًا لإحصاءات وكالة فرانس برس.

وبعثت اللقاحات أملًا في نفوس سكان العالم، إلا أن خبراء حذّروا من استمرار الجائحة إلى حين الانتهاء من تطعيم 60% من سكان العالم بشكل كامل. كما كشفت اللقاحات العالمية انقسامات في النفوذ والثروة.

وأحرزت الدول الغنية تقدمًا كبيرًا على صعيد حملات التلقيح الشاملة، فيما لا يزال المليارات في الدول الفقيرة ينتظرون تلقّي جرعاتهم.

وتعزّز أمل الدول الفقيرة من خلال إطلاق عمليات تسليم مجانية للقاحات ضمن آلية "كوفاكس" المدعومة من منظمة الصحة العالمية، والتي تهدف إلى ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

ويُعتبر نجاح لقاح "جونسون اند جونسون" سببًا إضافيًا للتفاؤل، نظرًا لسهولة نقله وتخزينه مقارنة بلقاحي "فايرز/بايونتيك" و"موديرنا" اللذين يتطلّبان ثلاجات فائقة البرودة.

ومن المقرر أن تعقد الهيئة الأوروبية الناظمة للأدوية اجتماعًا، اليوم الخميس، لمناقشة إعطاء الضوء الأخضر للقاح "جونسون اند جونسون"، الذي تمت الموافقة عليه في كندا والولايات المتحدة.

زخم جهود التطعيم

في الأساببع الأخيرة، اكتسبت جهود التطعيم الأميركية زخمًا، فيما تعهّد بايدن تزويد بلاده بجرعات كافية -في غضون أشهر- لجميع الأميركيين.

كذلك، صوّتت إدارته لإقرار حزمة تحفيز اقتصادي ضخمة، من المتوقع أن يوقّعها بايدن يوم الجمعة.

ومازال العالم ينتظر انتهاء الجائحة التي لم تعد أزمة استثنائية، فلا شيء يعود إلى ما كان عليه.

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة