Skip to main content

عبر تحليل الصوت.. علماء يطورون تطبيقًا يشخص الإصابة بالأمراض المزمنة

الأربعاء 12 أكتوبر 2022

قد يتمكن تطبيق يحمّل على الهاتف من تشخيص الحالة الصحية للفرد اعتمادًا على صوته، حيث يقوم علماء أميركيون ببناء نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي يحلل الاهتزازات في أنماط الكلام والتنفس للبحث عن أدلة على المرض.

تقوم المعاهد الوطنية للصحة بتمويل مشروع بحثي ضخم لجمع البيانات الصوتية التي ستبني برنامج الذكاء الاصطناعي.

يعرف الخبراء بالفعل أن كلام المريض يتأثر عند الإصابة بمرض باركنسون أو السكتة الدماغية، بينما يتأثر التنفس بأمراض الرئة.

تشخيص الأمراض في خمسة مجالات

ويأمل الباحثون بأن يكون النظام قادرًا على تشخيص مجموعة واسعة من الحالات، بما في ذلك السرطان والاكتئاب.

وسيبدأ عدد من الخبراء بجمع أصوات الأشخاص المصابين بأمراض في خمسة مجالات: الاضطرابات العصبية واضطرابات الصوت واضطرابات المزاج واضطرابات الجهاز التنفسي واضطرابات الأطفال مثل التوحد وتأخر الكلام.

ويأمل الفريق في جمع حوالي 30 ألف عينة صوتية فريدة تم التبرع بها بحلول نهاية أربع سنوات، بالإضافة إلى بيانات عن المؤشرات الحيوية الأخرى مثل البيانات السريرية والمعلومات الجينية.

وتقود الدكتورة يائيل بن سوسان، مديرة مركز الصوت الصحي بجامعة جنوب فلوريدا، باحثين من 12 مؤسسة بحثية. وتقول: "إن الصوت لديه القدرة على أن يكون علامة بيولوجية للعديد من الحالات الصحية".

وقد يشكل التطبيق تغييرًا إيجابيًا للأشخاص الذين لا يتمكنون من الحصول على الرعاية الصحية.

ولا يعد هذا المشروع الأول من نوعه، ففي سبتمبر/ أيلول الماضي استعان باحثون من جامعة بوسطن الأميركية بالذكاء الاصطناعي لابتكار أداة لأتمتة حالة المريض، وطوّروا نظام ذكاء اصطناعي يميّز التراجع العقلي المرتبط بمرض الزهايمر بدقة، وذلك من خلال تسجيلات صوت المريض لدى إجرائه للفحوصات من دون حضوره شخصيًا.

ودرّب الباحثون نظام الذكاء الاصطناعي بالاعتماد على تسجيلات صوتية تعود إلى حوالي ألف مريض سبق أن خضعوا للفحوصات الطبية والنفسية.

الذكاء الاصطناعي في خدمة الطب 

ويخدم الذكاء الاصطناعي القطاع الصحي في تشخيص الأمراض وحتى في علاج المرضى، وقد أنشأت إحدى فرق التعلم الآلي في شركة "ميتا" أداة تقوم ببناء محاكاة واقعية للعضلات الهيكلية تعمل بما يصل إلى 4 آلاف مرة أسرع من الأطراف الاصطناعية الحديثة. 

وتصنع منصة أطلق عليها اسم "MyoSuite" طورها فريق الذكاء الاصطناعي في الشركة، نماذج عضلية هيكلية واقعية بشكل أكثر كفاءة من النماذج الحالية، وتساعد الباحثين على محاكاة ما سيحدث بعد عمليات جراحية معينة، مثل العمليات تتضمن تحريك الأنسجة التي تربط عضلات الإنسان بالعظام، وذلك للمساعدة في استعادة الحركة لجزء من الجسم مثل اليد والقدم.

لكن الاختصاصي في الجراحة العامة الطبيب أيمن إسماعيل؛ استبعد تحقيق ما طرحته شركة "ميتا" في المدى القريب، نظرًا لتكاليفها الباهظة، وخاصة في الدول التي لديها نظام صحي خاص.

لكنه أكّد في حديث سابق إلى "العربي" من إيطاليا أن التكنولوجيات الحديثة، وإن كانت بطيئة أو مكلفة، فإنها تفيد المريض بشكل عام. وأشار إلى أن القطاع الصحي يشهد تطورًا على صعيد العمليات الجراحية، التي بدأت بطرق تقليدية لتتحول بعد ذلك إلى استخدام المنظار، ومن ثم استخدام الروبوتات في العلميات.

وتوقع إسماعيل أن يكون للروبوت دور في القطاع الصحي مستقبلًا، لافتًا إلى أن إمكانية حدوث خطأ بشري باستخدام الروبوتات في العمليات الجراحية تبقى محدودة، وتصل إلى درجة الصفر في بعص الأحيان، بفضل التقنيات المتطورة التي تستخدمها.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة