في اليوم العالمي للمياه.. التعطيش سلاح إسرائيل لقتل الغزيين

بينما يحتفي العالم اليوم الجمعة، باليوم العالمي للمياه تحت شعار "المياه من أجل السلام"، تستخدم إسرائيل سياسة التعطيش سلاحًا لقتل الفلسطينيين في قطاع غزة.

ومنذ اليوم الأول للحرب المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قطعت إسرائيل إمدادات شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت" عن قطاع غزة، وعمدت بشكل ممنهج إلى تدمير البنية التحتية ومصادر المياه المحلية من آبار ومحطات تحلية، وتحديد مدة تشغيل الآبار وفقًا لتوفّر مادة الوقود.

وتُواجه غزة أزمة عطش كبيرة، حيث انخفضت نسبة المياه المتاحة لتصل إلى 10-20% مما كانت عليه قبل العدوان في محافظات الوسط والجنوب، فيما تعتبر شبه منعدمة في محافظات شمال القطاع.

ودمّر الاحتلال 70% من آبار المياه المحلية (40 بئرًا من أصل 76 تقريبًا)، و9 خزّانات للمياه بشكل كلي وجزئي، و42 ألف متر من شبكات المياه.

وبات حصول الغزيين على المياه مهمة شاقّة، حيث تقلّصت حصة الفرد من المياه إلى لترين فقط يوميًا، من أصل 90 لترًا قبل اندلاع الحرب.

تلوث المياه وانتشار الأمراض

وفي جباليا، يكتفي الأهالي بليتر ونصف أو ثلاثة ليترات يوميًا، لكل أنواع الاحتياجات.

كما أنّ اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي يؤدي إلى معاناة نحو 70% من سكان القطاع، من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه الملوّثة، ومنها الكوليرا والإسهال المزمن والأمراض المعوية.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس سلطة المياه مازن غنيم أنّ الوضع المائي الكارثي في غزة يتطلّب تحرّكات عاجلة في ظل تفاقم حالات الجفاف والمجاعة والموت المترتبة عليه، وارتفاع معدلات الأمراض والأوبئة الخطيرة جراء اضطرار المواطنين إلى شرب مياه مالحة وملوثة، ونتيجة لتسرب المياه العادمة وتدفّقها في التجمّعات المأهولة ومراكز إيواء النازحين بسبب انعدام خدمات الصرف الصحي.

وبمناسبة اليوم العالمي للمياه، شدّد غنيم على أنّ إرساء شعار هذا العام "المياه من أجل السلام"، يتطلّب التدخّل الفوري والعاجل من المجتمع الدولي  للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والانصياع للقوانين والقرارات الدولية التي تجرّم استخدام المياه سلاحًا ضد المدنيين، ووقف سياساتها المتمثّلة بالاستهداف والتدمير الممنهج للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في جميع محافظات الوطن.