في طبيعة جغرافية صعبة.. الصين تبحث عن ضحايا وتسجيلات طائرة "بوينغ" المنكوبة

قامت فرق الإنقاذ بتمشيط منحدرات جبلية تكسوها الغابات الكثيفة في جنوب الصين اليوم الثلاثاء، بحثًا عن ضحايا وتسجيلات بيانات طائرة تشاينا إيسترن التي تحطمت أمس الإثنين وعلى متنها 132 شخصًا.

ولم تعرف حتى الآن أسباب الكارثة بعد يوم على سقوط الطائرة بشكل شبه عمودي، وسط فقدان الأمل في العثور على ناجين.

وتناثرت أجزاء من الطائرة وهي من طراز بوينغ 800-737 بين الأشجار التي أحرقتها النيران بعد وقوع أول حادث تحطم لطائرة تجارية صينية منذ عام 2010.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن بقايا محترقة لبطاقات هوية وحافظات نقود شوهدت أيضًا.

وكانت الطائرة متجهة من مدينة كونمينغ عاصمة إقليم يونان بجنوب غربي الصين إلى قوانغشي عاصمة إقليم قوانغدونغ عندما هوت فجأة من ارتفاع التحليق وتحطمت في جبال قوانغشي قبل أقل من ساعة من موعد هبوطها المقرر.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنه ليس من المستبعد مقتل جميع من كانوا على متن الطائرة واصفة الوضع بأنه "قاتم".

وأضافت أن الجبال تحيط بموقع التحطم من ثلاث جهات ولا يوجد سوى ممر واحد صغير يتيح الوصول إليه. وتشير توقعات الأرصاد إلى هطول أمطار في المنطقة هذا الأسبوع. وأظهرت صور بثها التلفزيون الرسمي حفارات تشق طريقها إلى الموقع اليوم.

وفي وقت سابق أظهرت لقطات مصورة من صحيفة الشعب اليومية، الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الحاكم، فرق البحث والإنقاذ وقوات أمن وهم يتسلقون التلال المغطاة بالأشجار ويضعون علامات في أي مكان يعثرون فيه على الحطام.

وذكر التلفزيون الرسمي أن فريق تحقيق أرسله مجلس الوزراء سيقدم تفاصيل عن جهود البحث والإنقاذ والمساعي الرامية للعثور على الصندوقين الأسودين للطائرة في مؤتمر صحافي يعقد مساء اليوم.

ومن شأن العثور على مسجل الصوت لقمرة القيادة أن يكشف عن السبب وراء وقوع الحادث.

في غضون ذلك، تقوم فرق في مطار كانتون بالتكفل بعائلات الركاب وأفراد الطاقم، كما أرسل حوالي سبعين اختصاصيًا نفسيًا لتقديم الدعم، بحسب وكالة تشاينا نيوز سيرفيس.

وفي موقف غير معهود، علق الرئيس شي جينبينغ على الحادث منذ مساء الإثنين داعيًا إلى "تحديد أسبابه بأسرع ما يمكن".

وذكرت وسيلة الإعلام المالية الصينية "ييكاي" أن شركة طيران شرق الصين قررت وقف جميع طائراتها من طراز 737-800 بصورة مؤقتة.

وخسرت أسهم الشركة أكثر من 6% من قيمتها الثلاثاء عند إغلاق بورصة شنغهاي.

بدورها، أبدت بوينغ استعدادها للتعاون في تحقيق السلطات الصينية، في وقت تراجعت قيمة أسهم الشركة الأميركية 3,6% الإثنين عند إغلاق وول ستريت.

ويعتبر الحادث نكسة للشركة العملاقة التي كانت على وشك استئناف عمليات تسليم طائراتها من طراز 737 ماكس بعد تعليقها في مطلع 2019 جراء كارثتين جويتين.