Skip to main content

في كردستان.. فتيات ونساء يلاحقهن الظلم حتى القبر

الإثنين 14 فبراير 2022

بين عشرات القبور التي لا تحمل أسماء أو تواريخ وفاة، وُوريت ديكان طارق الثرى في مقبرة سيوان في السليمانية بكردستان العراق.

لا أهل ولا أقارب بين المودّعين. مسؤولون وناشطون في المجتمع المدني هم مَن حضروا مراسم الدفن.

وقالت المحامية روزغر إبراهيم، في حديث إلى "العربي": إن "أحدًا من أهلها لم يسأل عنها، ولا أحد اهتمّ بقضيتها، كما لم يقدّموا أي معلومات عنها".

"مقبرة المنبوذات"

وعُثر على جثة الشابة التي لم تبلغ العشرين من العمر بعد، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وتمكنت قوات الأمن من التعرّف عليها بمساعدة مأوى النساء الذي لجأت إليه. وتركت جثتها أسابيع في المشرحة، على أمل أن يُطالب أفراد أسرتها بها. لكن دون جدوى.

من جانبه، أوضح سركوت عمر، مدير دائرة السليمانية لمكافحة العنف ضد المرأة، أن دفن الشابة تأجل بعد أن طلبت السلطات التعرّف على الجثة ودفنها بعد وضع اسمها على شاهد القبر، مضيفًا أن أمر الدفن صدر بموجب مرسوم رسمي من مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء في إقليم كردستان.

وأكد أن هذه الخطوة تؤكد أنه لم يعد مسموحًا ببقاء جثة مجهولة في هذه المقابر.

في هذه المقبرة وبين مئات القبور المجهولة، بات قبر ديكان الوحيد الذي يحمل اسم ضحيته. فتيات ونساء يلاحقهن الظلم حتى التراب. ضحايا عنف أسري وسوء معاملة، بعضهن انتحر وأخريات قتلن بحجة "حماية الشرف وغسل العار". يُدفنّ في مقابر خاصّة بلا أسماء ولا شواهد، وكأنهن لم يولدن أبدًا. 

ارتفاع عدد الشكاوى "حالة إيجابية"

وفي هذا الإطار، أوضح عبد السلام برواري، الرئيس السابق للجنة الشؤون الاجتماعية في كردستان، أن المجتمع الكردستاني منح حريات للمرأة أكثر من معظم مجتمعات الشرق الأوسط.

وأشار في حديث إلى "العربي" إلى أن حكومة كردستان أجرت قبل عشر سنوات تعديلين مهمين جدًا في إطار حقوق المرأة، الأول يصنّف ما يسمى بـ"جريمة الشرف" في إطار جريمة القتل العمد وعقوبتها الإعدام أو السجن المؤبد، والثاني يضع شروطًا قاسية على تعدّد الزوجات.

وقال: إنّ الثقافة الاجتماعية هي التي تحكم هذه الجرائم، ولا يُمكن تغييرها بقوانين تشريعية، لكنّه أشار، في الوقت نفسه، إلى وجود بعض التقدّم في هذا الإطار.

واعتبر أن ارتفاع عدد الشكاوى ضد العنف الأسري يعد حالة إيجابية، تظهر أن المرأة باتت أكثر جرأة في التعبير عن حقوقها.

المصادر:
العربي
شارك القصة