Skip to main content

في يومها الثاني عشر.. قراءة في "هبّة" القدس ومآلاتها

الإثنين 26 أبريل 2021

تنتفض القدس ضد الاحتلال الاسرائيلي لليوم الثاني عشر على التوالي. وتشهد المدينة مواجهات مفتوحة بين المقدسيين والجنود، فيما تعلو أصوات المستوطنين بالتخطيط لاقتحام المسجد الأقصى بدعم وحماية قوات الاحتلال.

وتُعيد هبة القدس التفكير بواقع المدينة الخاضعة لتهويد يومي مستمر، وتؤكد الرفض لسياسات فرض الأمر الواقع التي ينتهجها الاحتلال.

ورافقت هذه الهبة دعوات من حركة حماس للفلسطينيين كافة بالزحف نحو مدينة القدس والصلاة أمام الحواجز الاسرائيلية، التي يقيمها الاحتلال لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى القدس.

 

الأمور تتسع والاسناد سيأتي

تعليقًا على التطورات، يشير الناشط السياسي فخري أبو دياب في حديث ل"العربي" إلى أن محاولات الاحتلال للسيطرة على أحياء بالقدس وهدم بعضها وكذلك كل ما يقوم به لطرد وتفريغ المدينة من المقدسيين لإيجاد خلل في التوازن الديموغرافي لصالح المستوطنين أوجد احتقانًا تراكميًا.

ويرى أنه نتيجة هذا الضغط والبطش من سلطات الاحتلال فإن الأمور ذاهبة إلى التصعيد. 

ويضيف: "لأن أهل القدس يعون تمامًا أن الهبات البسيطة قد لا تؤتي ثمارًا، باتت عندهم خبرة بالاستمرار، وهم مصممون على أن يجنوا ثمار هذه الهبات قبل القضاء عليها أو تجييرها لجهة معينة".

ويتحدث عن بدء ترتيب الأمور بشكل أفضل، موضحًا أن الأيام الأربعة الأولى كانت شهدت نوعًا من البساطة أو العشوائية إن جازت التسمية.

ويعرب عن اعتقاده بأن "الشارع الفلسطيني في غزة أو الضفة وحتى في الداخل الفلسطيني لن يتركنا لأن القدس هي قضية الجميع". ويؤكد أن "الامور تتسع ونحن نعي تمامًا أن الاسناد الحقيقي سيأتي لاحقًا".

"هذه الهبة ستكون لها ديمومة"

 من ناحيته، يلفت الكاتب والباحث السياسي المتخصص بالشأن الاسرائيلي أنطوان شلحت إلى فارق كبير بين هذه الهبة وهبة باب الرحمة، وكذلك الانتفاضة التي رافقت اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الأميركية اليها، وتسبب بانطلاق مسيرات العودة التي توقفت بسبب جائحة كورونا.

ويشرح الفارق بأن "المجتمع الاسرائيلي يعيش أزمة غير مسبوقة في كل تاريخه بسبب ذهابه إلى 4 جولات انتخابية خلال أقل من عامين ولا يجد الأفق للخروج من هذه الأزمة".

ويردف بالقول "إن دل هذا على شي في ما يتعلق بهبة القدس، فإنه يدل على مركزية قضية القدس بالنسبة للقضية الفلسطينية".

ويعتبر شلحت أن "اسرائيل من خلال كل الاستشراس في محاولات تهويد القدس، وكذلك ما يحدث من تصعيد القوى الفاشية التي أصبحت تعتبر جزءًا لا يتجزأ من الائتلاف الحكومي المقبل بالاعتداء على المسجد الأقصى والتواجد في القدس وإطلاق يد الشرطة في الاعتداء على المصلين.. كل هذا يؤشر إلى أن هذه الهبة ستكون لها ديمومة ويمكن أن تتطور من ناحية إسرائيل إلى ما لا يحمد عقباه".

ويشير إلى شبه إجماع بين السطور في التحليلات الاسرائيلية إلى أن اسرائيل مدعوة "إلى النزول عن بغلتها" وإلا فإن هذا التصعيد قد يجر إلى تصعيد في مقابل الجبهة الجنوبية عند قطاع غزة.

"شوكة في حلق الاحتلال"

بدوره، رئيس تحرير وكالة صفا الاخبارية ياسر أبو هين يرى أن ما حدث في الضفة الغربية وشوارع قطاع غزة وكذلك حالة القطاع وما تبعها من تصعيد محدود بدرجة معينة يعبر عن حالة التضامن والترابط الجغرافي والسياسي والتاريخي بين القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

ويعرب عن اعتقاده بأن الرسالة أُريد لها أن تصل الى الاحتلال والحكومة الاسرائيلية التي تمعن في الضغط على المقدسيين والتضييق عليهم، لتقول أن القدس وأهلها وشبابها ليسوا وحدهم في الميدان.

ويردف: "غزة تساند من طرف والضفة تساند من طرفها، وكل مساحة تساند وفق ما يتاح لها من إمكانيات".

وينوه إلى تحركات ميدانية وسياسية وإعلامية على مستوى الشتات لإسناد هبة المقدسيين الذين أثبتوا لليوم الثاني عشر على التوالي أنهم شوكة في حلق الاحتلال الاسرائيلي وقيادته والحكومة الاسرائيلية، وعدم قدرة الأخيرة على فرض الهدوء كما تريد في ساحات القدس".   

ويشير إلى أن الاحتلال هو من بدأ شعلة هذه الهبة ويجب أن يدفع ثمن هذا الحراك الميداني والثوري الذي خطه شباب وشيوخ القدس في شوارعها. 

المصادر:
العربي
شارك القصة