Skip to main content

كابوس السرطان.. المادة المظلمة في جينوم البشر قد تحمل علاجًا للمرض

الثلاثاء 18 أكتوبر 2022

قد يودع مرضى السرطان العلاج الكيميائي قريبًا أو سيكون لديهم على الأقل خيارًا آخر لعلاجه، حسبما كشفته دراسة حديثة وجدت مادة في جينوم البشر قد تحمل علاجًا للسرطان بمختلف أنواعه.

فقد حاول البشر على الدوام إيجاد علاج فعال ونهائي يقضي على المرض ويمنع تكرار حدوثه مرة أخرى، ولكن ربما حان الوقت للإعلان عن علاج جديد نسبيًا وفعال إلى حد غير مسبوق على الأقل حتى هذه اللحظة.

وطور باحثون في سويسرا طريقة لاكتشاف مقاربة جديدة لاستهداف الخلايا السرطانية في جزء من الجينوم يطلق عليه اسم "المادة المظلمة".

و"المادة المظلمة" مصطلح يطلق على الجزء من الجينوم البشري الذي لا يحمل شيفرة لإنتاج البروتينات، وهذا المصطلح مأخوذ من علم الفلك لأن المادة مهمة لكنها غير مرئية، كما أن وظائفها غير معروفة إلى الآن.

وحدد باحثون من جامعة بيرن ومستشفى أنسل في سويسرا  أهدافًا جديدة يمكن من خلالها تطوير أدوية لعلاج هذا السرطان، ونظر العلماء إلى فئة جينات غير مفهومة جيدًا تسمى الحمض النووي الريبي الطويل غير المشفر، وتوجد في المادة المظلمة في الجينوم البشري.

وطبق العلماء مقاربتهم على نوع من سرطان الرئة الذي يرتبط بوفيات مرتفعة، ولاحظ الباحثون هذه الأحماض، وتبين أن تحطيمها أدى إلى تثبيط انقسام الخلايا السرطانية في الخلايا التي زرعت.

والأمر الآخر الذي ظهر في هذه التجارب، أن الخلايا غير السرطانية تأثرت بشكل طفيف أو لم تتأثر بهذا التحطيم، الأمر الذي يجب توافره في أدوية السرطان، أي أن هذه التقنية تدمر الخلايا السرطانية من دون التأثير على الخلايا السليمة.

وقد يفتح هذا الاكتشاف الباب لتطوير علاجات فعالة للسرطانات التي لا توجد علاجات فعالة لها، وأيضًا في تطوير أدوية تكون آمنة ولا تؤذي الخلايا السليمة بل تهاجم الخلايا السرطانية فقط.

ما هي أهمية الدراسة؟

وفي هذا الإطار، يوضح الباحث العلمي في الأورام السرطانات محمد الزريقات أن أهمية هذا البحث العلمي تكمن في أمرين، الأول وهي الأهمية العلمية والتي تزيد من اهتمام العالم بوظيفة المادة المظلمة في الجينوم، مشيرًا إلى أن الأبحاث العلمية السابقة كشفت أن هذه المادة تقوم بتشفير جزئيات مهمة في الخلية تقوم بوظائف متعددة، ومن خلالها يشكل الحامض الريبوزي رابطًا مهمًا لبروتينات تقوم بجلب الكروموزومات والحمض النووي لتنشيطها وتثبيت وظيفتها.

أما الأمر الثاني حسب الزريقات، فهي من ناحية طبية، إذ أن البحث العلمي يركز على نوع معين من السرطانات (الرئة) وهو مرض متقدم وخطير، حيث وجد العلماء أن الحمض الريبوزي موجود بشكل كبير فقط في هذه الخلايا السرطانية، ويمكن توجيه الجزئيات للهجوم على الخلية السرطانية التي تنتج الأحماض الريبوزية بأعداد كبيرة، ما يسبب عدم تقبل الخلايا السليمة لها.

ويضيف الزريقات في حديث إلى "العربي" من ستوكهولم أن هذه الدراسة استخدمت حتى الآن الخلايا التي تنمو في المختبر، وأنها تحتاج لسنوات كي تطبق على المرضى، وتمر بمرحلة التجارب على الحيوانات المخبرية، مشيرًا إلى أهمية هذه المرحلة لمعرفة آلية عمل الحمض الريبوزي داخل جسم الإنسان وليس فقط في المختبر.

ويلفت إلى أن خلايا سرطان الدم تعتبر من أخطر السرطانات استجابة للطرق العلاجية الحديثة، بسبب وجودها في الدم، مشيرًا إلى أن سرطان الرئة يعتبر من الأمراض السرطانية سهلة العلاج عن طريق العقاقير.

المصادر:
العربي
شارك القصة