Skip to main content

"كارثة تربوية" في لبنان.. الأطفال يواجهون "خطرًا حقيقيًا"

الخميس 1 أبريل 2021
يُقدر عدد الأطفال الموجودين خارج مدارسهم في لبنان بأكثر من 1,2 مليون طفل

بينما يمر لبنان بأزمة سياسية واقتصادية، حذّرت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" (أنقذوا الطفولة)، اليوم الخميس، من "كارثة تربوية" في لبنان، حيث يواجه الأطفال من الفئات الأكثر هشاشة خطرًا حقيقيًا بالانقطاع نهائيًا عن التعليم على وقع انهيار اقتصادي فاقمته تدابير التصدّي لفيروس كورونا.

وفي تقرير حول أزمة القطاع التربوي في لبنان، أوضحت المنظمة أنّ "الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في لبنان تتحوّل إلى كارثة تعليمية، بينما يواجه الأطفال الأكثر هشاشة خطرًا حقيقيًا يتمثل بعدم العودة إطلاقًا إلى المدرسة".

ومنذ بدء تفشي فيروس كورونا قبل عام، قدّرت المنظمة عدد الأطفال الموجودين خارج مدارسهم بأكثر من 1,2 مليون طفل. ولفتت إلى أنه خلال العام الماضي، تلقّى الأطفال اللبنانيون تعليمهم خلال 11 أسبوعًا فيما تلقّى الأطفال السوريون اللاجئون معدلًا أدنى بكثير، جرّاء إقفال المدارس لأسباب عدة بينها حركة الاحتجاجات الشعبية ضد الطبقة السياسية، ثم تدابير الإغلاق مع تفشّي كورونا.

الفقر عائقٌ أمام وصول الأطفال إلى التعليم في لبنان

وعمّق الانهيار الاقتصادي في لبنان مستوى الفقر، حيث بات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، بينما يرتفع المعدل إلى 97% في صفوف اللاجئين الفلسطينيين والسوريين تباعًا.

ويشكّل الفقر، وفق التقرير، "عائقًا حادًا أمام وصول الأطفال إلى التعليم، فيما لا تستطيع العديد من العائلات تحمّل تكاليف متطلبات التعلّم، أو تضطرّ إلى الاعتماد على الأطفال لتوفير الدخل".

وكان لبنان في عِداد أولى الدول التي فرضت إقفال المدارس في مارس/ آذار 2020 مع تفشّي الفيروس. وتمّ اعتماد نظام التعليم عن بُعد، الذي تتفاوت فعاليته بين المدارس الخاصة والرسمية.

وتجعل الأزمة الاقتصادية التعليم عن بُعد خارج متناول الأطفال أكثر فأكثر، مع عدم قدرة عائلاتهم على تكبّد تكاليف الإنترنت على وقع تدهور سعر صرف العملة المحلية وفقدان عشرات آلاف السكان وظائفهم أو جزءًا من رواتبهم.

ونقل التقرير عن طفل يدعى آدم (11 عامًا) قوله: إنه يتشارك وشقيقتيه هاتفًا ذكيًا لتلقّي دروسهم، ويتوجّب عليه الذهاب إلى منزل الجيران لاستخدام شبكة الإنترنت.

التعليم في لبنان معلّق بخيط رفيع

وقالت مديرة المنظمة في لبنان جينيفر مورهاد: "تعليم آلاف الأطفال في لبنان معلّق بخيط رفيع". وحذّرت من أنّ "عددًا كبيرًا منهم قد لا يعود إطلاقًا إلى الفصل الدراسي، إمّا لأنه فاتهم الكثير من الدروس بالفعل، أو لأن أسَرَهم لا تستطيع تحمل تكاليف إرسالهم إلى المدرسة".

وإلى جانب فقدانهم إمكانية التعلّم، نبّهت المنظمة إلى أنّ "الأطفال غير الملتحقين بالمدارس هم أكثر عرضة لخطر الوقوع ضحية عمالة الأطفال وزواج الأطفال وأشكال أخرى من الإساءة والاستغلال".

وحضّت الجهات المعنية على سرعة التحرّك "لضمان عدم فقدان جيل كامل فرصة الحصول على التعليم" وعلى فتح المدارس متى أمكن ذلك.

وبدأ لبنان الأسبوع الحالي تلقيح المدرّسين، في خطوة تأمل وزارة التربية أن تشكّل خطوة "نحو العودة الآمنة للتعليم المدمج".

الجامعة اللبنانية مهددة بالتوقف

ووصلت تداعيات الأزمة الاقتصادية في لبنان، إلى الجامعة اللبنانية المهدّدة اليوم بفقدان قدرتها على مواصلة مسيرتها التعليمية والأكاديمية، في ظل مشروع الموازنة العامة الذي خُصّص فيه نحو 40 مليون دولار للجامعة لهذا العام، بعد أن كانت ميزانيتها 260 مليون دولار في الأعوام السابقة.

وباتت جامعة الفقراء مهدّدة بالفقر، فتجهيزات الحد الأدنى قد لا تكون متوافرة في المستقبل القريب، حيث تراجعت موازنة الجامعة بشكل حاد، وهو ما يفقدها القدرة على تسيير أمورها.

ويشهد لبنان منذ صيف 2019 أزمة اقتصادية ومعيشية على وقع احتجاجات شعبية بدأت بزخم ثم تراجعت وتيرتها. وفشلت القوى السياسية منذ انفجار المرفأ المروع صيف 2020 في تشكيل حكومة جراء انقسامات وخلاف على الحصص.

المصادر:
العربي / أ ف ب
شارك القصة