Skip to main content

كورونا.. قلق في أوروبا مع ارتفاع الإصابات وتحسن الوضع في أميركا

السبت 30 يناير 2021
لقاح "موديرنا" الأميركي المضاد لفيروس كورونا

أدى القلق المتصاعد حيال الانتشار الواسع للنسخ المتحوّرة من فيروس كورونا إلى أن تتخذ عدة دول أوربية تدابير خاصة منها إقفال الحدود؛ حيث تمنع ألمانيا اعتبارًا من السبت الدخول إلى أراضيها عبر البر والبحر والجو الأشخاص الوافدين من 5 دول تشهد تفشيًا واسعًا للنسخ المتحوّرة من الفيروس.

من جهتها، تغلق فرنسا اعتبارًا من الأحد حدودها أمام جميع المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي، باستثناء الرحلات الضرورية، وكذلك أغلقت مراكزها التجارية الكبيرة الجمعة، وفق ما أعلن رئيس الحكومة جان كاستيكس مشيرًا إلى أنه سيتمّ اتخاذ القرارات الراديكالية "في الأيام المقبلة".

وستشدّد كندا أيضًا القيود على الوافدين إلى أراضيها والتدابير التي تهدف إلى "تثبيط المسافرين" بهدف الحدّ من تفشي النسخّ المتحوّرة من الفيروس، وفق ما أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو. 

وفي الولايات المتحدة تتجه وتيرة الإصابات الجديدة وحالات الاستشفاء إلى التراجع، على الرغم من أن العدد الإجمالي للإصابات اليومية لا يزال أعلى بكثير مما سُجل خلال الصيف.

وبحسب الخبراء، فإن السبب خلف هذا التحسن يرجع إلى احترام قواعد الوقاية كوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي مع انقضاء مواسم الأعياد التي تزداد خلالها التجمعات.

وتُسجل البلاد حاليًا أكثر من 3 آلاف وفاة في اليوم، بسبب التأخير في الإدخال إلى المستشفيات، لكن منحنيات الوباء تتجه إلى الانخفاض في البلد الذي تسببت الجائحة فيه بوفاة أكثر من 430 ألف شخص.

وفي الاتحاد الأوروبي، تم ترخيص استخدام لقاح أسترازينيكا ضد كوفيد-19 الجمعة إلا أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين واصلت ممارسة الضغط على هذا المختبر، الذي تنتقد الدول الأعضاء الـ27 تأخّره في عمليات تسليم الجرعات.

وكتبت فون دير لايين في تغريدة: "أتوقع أن تقوم الشركة (أسترازينيكا) بتسليم الـ400 مليون جرعة بحسب الاتفاق".

لكن رئيس مجلس إدارة أسترازينيكا باسكال سوريو سارع للردّ وقال: إن "عملية تسليم أولى تتضمن حوالى ثلاثة ملايين جرعة يُفترض أن تُرسل في الأيام القليلة المقبلة".

وكانت دول الاتحاد الأوروبي تترقب بشدة قرار الوكالة الأوروبية خصوصًا بشأن ما إذا كانت ستحذو حذو الهيئة الألمانية للتلقيح التي أوصت الخميس بعدم إعطاء لقاح أسترازينيكا لمن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، معتبرةً أن البيانات المتوفرة عن هذه الفئة "غير كافية". وكرّرت الهيئة الألمانية الجمعة توصيتها، بخلاف موقف الوكالة الأوروبية الناظمة.

ويزيد هذا الجدل على الالتباس في أوروبا حول لقاح المختبر البريطاني، في سياق أجواء متوترة جراء تسليم أعداد جرعات أقلّ من المتفق عليها: وقالت شركة أسترازينيكا: إنها قادرة على تسليم "ربع" جرعات اللقاحات التي وعدت بها للاتحاد الأوروبي في الفصل الأول من العام.

وفعّل الاتحاد الأوروبي الجمعة آلية تسمح بتقييد صادرات اللقاحات المصنعة على أراضيه، إلى الخارج، وتمنع خروج جرعات مخصصة للأوروبيين.

إلا أنه تراجع في نهاية المطاف عن شمل إيرلندا الشمالية في هذه الآلية بعد تعرضه لانتقادات لاذعة من جانب بريطانيا التي اتهمته بأنه يعرّض للخطر اتفاقات مبرمة في السابق في إطار بريكست، ورحّبت دبلن بقرار التراجع.

ويحذّر الاتحاد الأوروبي من أنه سيحرص على منع "إساءة استخدام" عبور اللقاحات "في بلدان أخرى للالتفاف على آثار نظام الترخيص".

وأطلق مدير عام منظمة الصحة العالمية  تيدروس أدهانوم غيبريسوس من جهته، تحذيرًا جديدًا فقال: "إذا احتفظنا باللقاحات لأنفسنا ولم نشاركها، فستكون هناك ثلاث مشكلات رئيسية: الأولى هي تسجيل فشل أخلاقي كارثي، والثانية السماح بتواصل استعار الجائحة، والثالثة إبطاء التعافي الاقتصادي بشكل كبير". 

وتم إعطاء حوالى 63% من الجرعات لأشخاص في الدول الغنية التي تضمّ 16% من سكان العالم.

وتمّ حقن أكثر من 86,5 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد فيما لا يقلّ عن 73 دولة ومنطقة، بحسب تعداد أعدّته وكالة فرانس برس.  

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة