كيف تؤثر أزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية على التصعيد في القدس؟
كشف عضو الكنيست الإسرائيلي ياريف ليفين أن رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد أبلغه بتمكنه من جمع الأصوات اللازمة لنيل الثقة لتشكيل حكومة يتناوب على رئاستها مع رئيس قائمة "يمينا" نفتالي بينيت.
كما أشار ليفين إلى أن الجلسة ستكون يوم الإثنين المقبل، لافتًا الى أنه سيتم إبلاغ أعضاء البرلمان بالإعلان المتعلق بموعد جلسة التصديق على الحكومة السادسة والثلاثين.
بموازاة ذلك، أعلن عضو الكنيست الإسرائيلي إيتمار بن غفير أنه سيخرج وأنصاره الخميس المقبل في مسيرة الأعلام، حتى لو لم تحصل على التراخيص والموافقات الإسرائيلية.
في المقابل، شدد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية على أنه عندما تصل المعركة إلى القدس فلا خطوط حمراء. وحذّر الاحتلال من اقتراب مسيرة المستوطنين من المسجد الأقصى.
"لم يكن وليد الصدفة"
يشير الصحافي في موقع "عرب 48" محمد وتد إلى أن قضية القدس، المؤجلة في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، تشهد منذ إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب القدس عاصمة موحّدة للشعب اليهودي حالة من الغليان المتدرّج.
ويلفت إلى أن هذه الملفات والتراكمات والسياسات الإسرائيلية كانت تنفجر وتبقى محصورة في نطاق القدس، لكن الاعتداء غير المسبوق هذا العام على القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جرّاح نقل القدس من قضية خاصة للمقدسيين إلى قضية عامة للعرب والمسلمين.
ويعتبر أن توقيت تحريك قضية حي الشيخ جرّاح وإغلاق القدس في شهر رمضان لم يكن وليد الصدفة.
ويوضح أن مسيرة الأعلام كانت تحصل بشكل سنوي ويتبعها صدام بين الفلسطينيين والمستوطنين.
وفيما يتعلق بقضية الشيخ جرّاح تحديدًا، يقول: إن أوامر الإخلاء صدرت قبل عقد من الزمن، غير أن نتنياهو وظّف ورقة القدس في هذه المرحلة بالتزامن مع تكليف الرئيس الإسرائيلي يائير لابيد بتشكيل الحكومة.
"المقاومة خيار الفلسطينيين"
ويردف بأن "نتنياهو ظن أن إشعال القدس قد يمكّنه من الحصول على أصوات أو تفكيك المعسكر المسمى بـ "كتلة التغيير"، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي توجهاته".
ويعتبر وتد أن "قرار المقاومة المسلحة بات في هذه الفترة خيارًا للشعب الفلسطيني، الذي راهن ربما لعقد من الزمن على المفاوضات وعلى أي تسوية مع الجانب الإسرائيلي، وكان هناك حتى من يشكك بجدوى المقاومة المسلحة".
وبشأن مسيرة الأعلام يوم الخميس، يوضح أنها أُلغيت بقرار من الشرطة الإسرائيلية وبتقييم وتوصيات من الأجهزة الأمنية والعسكرية وحتى السياسية. ويشير إلى أن جماعات المستوطنين أعلنت ردًا على ذلك عن تنفيذ اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى يوم الخميس.