Skip to main content

لبنان.. جمود على خط تشكيل الحكومة ولا مَخارج مُتاحة حاليًا

السبت 13 فبراير 2021

يستمرّ الجمود على خطّ تشكيل الحكومة اللبنانية، على الرغم من الحِراك الدوليّ الذي رُصِد في الأيام الأخيرة، وعودة فرنسا على خط الوساطات، وهو ما تُرجِم بـ"عشاء العمل" الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء المكلَّف سعد الحريري.

وفي وقتٍ لا يزال لبنان يواجه ضغوطًا معيشية واقتصاديّة متزايدة، لا يبدو أنّ المَخارِج الحكوميّة مُتاحة حاليًا، وهو ما كرّسه اللقاء الذي جمع الحريري برئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، للمرّة الأولى بعد "قطيعة" مستمرّة منذ أواخر العام الماضي.

ولم يُفضِ هذا اللقاء إلى نتائج إيجابية لتنفيس الاحتقان الداخلي والدخول في مسار الحلول السياسية والاقتصادية، بل فتح الباب أمام سجالٍ جديدٍ مع رئاسة الجمهورية التي سارعت إلى إصدار بيانٍ تعلن فيه أنّ الحريري "لم يحمل معه أيّ جديد".

وبين هذا وذاك، ما زال المجتمع الدولي ينتظر من القادة اللبنانيين التعامل جديًا مع الدعوات لتحريك قطار الإصلاحات ووضع أسُس لمحاربة الفساد في مختلف القطاعات، للإفراج عن المساعدات الموعودة منذ مؤتمر "سيدر".

العقدة داخليّة أولًا

برأي الكاتب والباحث السياسيّ فادي الأحمر، فإنّه لم يكن متوقعًا أساسًا أن يفضي اللقاء الذي جمع الحريري بالرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه إلى حلحلةٍ ما، أو يؤدي إلى تطورٍ حقيقيّ على خطّ تشكيل الحكومة لعدّة أسباب.

ويلفت الأحمر، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أنّه على مستوى الشكل، لم تكن فرنسا في وارد استقبال الحريري، بدليل أنّ اللقاء حصل بعيدًا عن وسائل الإعلام، ولم يصدر بيان عن قصر الإليزيه في شأنه، فضلًا عن كونه جاء بطلبٍ من الحريري نفسه، وليس بدعوةٍ من الرئاسة الفرنسيّة.

ويشدّد على أنّ العقدة التي لا تزال تحول دون تشكيل الحكومة، تبقى داخليّة بالدرجة الأولى، ويعزوها إلى الموقف "المتصلّب" لرئيس الجمهورية ميشال عون، على حدّ وصفه.

ويوضح أنّ الأخير، ومن خلفه صهره رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل يصرّ على الحصول على الثلث المعطّل في التشكيلة الحكوميّة، رغم إنكاره المستمرّ لذلك، ويلفت إلى أنّ حليف عون، "حزب الله"، لا يتحرّك لتليين المواقف.

عقدة إقليميّة ودوليّة؟

وعلى المستوى الإقليميّ، يرى الكاتب والباحث اللبنانيّ أنّ فرنسا لم تتمكن حتى الساعة من تسويق مبادرتها لدى الدول الفاعلة والمؤثّرة في لبنان، وتحديدًا المملكة العربية السعودية التي "لا تزال تعتبر لبنان محكومًا من جانب حزب الله، وبالتالي هي ليست بوارد مساعدته أو تقديم أيّ دعم له"، على حدّ قوله.

ويلفت الأحمر إلى أنّ العقدة موجودة كذلك على المستوى الدوليّ، إذ لا يمكن أن يحصل حلّ من دون موافقة واشنطن، بغياب أيّ مؤشّر على أنّ الولايات المتحدة كلّفت باريس بإدارة الملف اللبنانيّ.

ورغم اعتقاده بأنّ واشنطن لا تولي لبنان اليوم أيّ أهمية، وأنّه ليس مطروحًا ضمن سلّم أولوياتها، إلا أنّه يلفت إلى أنّه بالنسبة للإدارة الأميركية الحالية كما السابقة، فإنّ الوضع اللبناني هو جزء من الصراع مع إيران، وواشنطن تريد الإمساك بهذا الملف.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة