Skip to main content

لبنان.. 45 جريحًا في مواجهات بين محتجين وقوات الأمن

الأربعاء 27 يناير 2021
محتجّ يحمل لافتة تشير إلى سراي محافظة الشمال في مدينة طرابلس

أسفرت مواجهات شهدتها مدينة طرابلس في شمالي لبنان، ليل الثلاثاء والأربعاء، بين متظاهرين محتجين على قرار الإغلاق العام وقوات الأمن عن إصابة 45 شخصًا بجروح، في وقتٍ حذّر رئيس الوزراء اللبناني المكلّف من "رسائل سياسية" خلف الاحتجاحات، عبر "استغلال وجع الناس".

وللّيلة الثانية على التوالي، اندلعت مواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية أدّت إلى إصابة 45 شخصًا، بحسب ما أعلن "الصليب الأحمر اللبناني". وأوضح أنّ حالة تسعة مصابين منهم تطلّبت نقلهم إلى المستشفيات للعلاج، بينما جرى إسعاف البقية ميدانيًا، وفق المصدر ذاته.

وأعلن الجيش اللبناني بدوره، الأربعاء، "إصابة 31 عسكريًا بجروح ورضوض جراء تعرضهم للاعتداء والرشق بالحجارة وقنابل المولوتوف والمفرقعات النارية".

واشار إلى "توقيف خمسة أشخاص لإقدامهم على التعدي على الأملاك العامة والخاصة، وافتعال أعمال شغب، والتعرض للقوى الأمنية".

مجموعات متفرّقة

وتوزعت مجموعات ضمّت كل منها العشرات من المحتجين في وسط المدينة، حاول بعضها اقتحام السرايا، واعتصمت مجموعة أخرى في ساحة النور القريبة، فيما سار آخرون أمام منازل عدد من النواب في المدينة، كما أقدمت مجموعة على إضرام النار في سيارة تابعة لعنصر من قوى الأمن.

كما ألقى محتجون بعضهم ملثم، قنابل مولوتوف ومفرقعات نارية وحجارة على قوات الأمن والجيش التي لاحقتهم إلى الأحياء الداخلية، وردّت لاحقًا بإطلاق قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي، وعملت على محاصرة المحتجين وتفريقهم.

وتوازيًا، أقدمت مجموعات صغيرة من المتظاهرين على قطع طرق رئيسية في شمال لبنان وفي البقاع ومدخل بيروت الجنوبي، كما تجمّع محتجون في وسط بيروت، قبل أن تفرقهم قوات الأمن والجيش. 

رسائل سياسية

في غضون ذلك، ألمح رئيس الوزراء اللبناني المكلّف سعد الحريري لإمكانية أن تكون وراء التحركات "جهات تريد توجيه رسائل سياسيّة"، محذّرًا من أنّ هناك "من يستغلّ وجع الناس والضائقة المعيشية التي يعانيها الفقراء وذوي الدخل الحدود".

ونبّه الحريري، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، من أيّ استغلال للأوضاع المعيشيّة للناس، مشدّدًا على عدم جواز "أن تقف الدولة موقف المتفرج ولا تبادر إلى التعويض عن العائلات الفقيرة والمحتاجة".

ودعا إلى "خطة واضحة تتكامل فيها جهود المجتمع المدني والمقتدرين في القطاع الخاص مع إمكانات الدولة لضمان السير بقرار الإقفال في الطريق السليم".

ويشهد لبنان منذ نحو أسبوعين، وحتى الثامن من فبراير/ شباط المقبل، إغلاقًا عامًا مشددًا مع حظر تجول على مدار الساعة، في ظل قفزة غير مسبوقة في أعداد المصابين والوفيات بكورونا منذ مطلع العام. 

ودفعت نسبة الفقر الذي فاقمته أزمة اقتصادية متمادية كثيرين إلى عدم الالتزام، والمشاركة في احتجاجات سعيًا إلى الحفاظ على مصدر رزقهم، فيما تسطر قوات الأمن يوميًا آلاف محاضر الضبط بحق مخالفي الإجراءات.

وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ أبًا يعمل سائقَ أجرة أقدَم على ترك طفلته التي تبلغ بالكاد عامين مع أحد ضباط الجيش ليلًا في طرابلس لعدم قدرته على إطعامها، وتولى الصليب الأحمر الكشف عن صحتها قبل أن يصار إلى توقيف الأب ثم تسليمه الطفلة.

ويستثني الإقفال المرافق الحيوية والصحية والأفران وخدمة التوصيل في محال بيع المواد الغذائية. 

وحتى الآن سجل لبنان الذي يبلغ تعداده ستة ملايين نسمة، 285 ألفًا و754حالة، وتجاوزت نسبة الوفيات 2477 وفاة، بلغت معها غالبية مستشفيات البلاد طاقتها الاستيعابية القصوى. 

المصادر:
وكالات
شارك القصة