Skip to main content

للتخلص من السلوكيات المضرة.. كيف تستبدل العادات السيئة بأخرى إيجابية؟

الإثنين 31 أكتوبر 2022

يعيش الإنسان السلوكيات الحياتية اليومية بكل تفاصيلها بين السلبية منها والإيجابية، وقد يقوم بأي منهما، اعتمادًا على العادة دون التمحيص في حيثية التصرف.

ويؤكد الخبراء أن الآلية العامة التي يبني عليها الإنسان السلوك هي نفسها، فلماذا لا يحاول اعتماد الناحية الإيجابية التي تحفز إنتاج المتعة في الحياة؟.

وقد يسلك الإنسان سلوكًا يوميًا لا يتوقف عنده كثيرًا، وربما يكون سلبيًا بحيثياته ونتائجه، ما يفرض ضرورة إعادة ترتيب أولويات السلوك، بما ينعكس إيجابًا على حياة الفرد، وصولًا إلى السلوكيات الممتعة، المفعمة بالطاقة الإيجابية.

إذ أكد علماء أعصاب في جامعة "تكساس" أن الآلية العامة التي يبني عليها الإنسان العادات الإيجابية أو السلبية هي ذاتها، سواء كانت عادة الإفراط في تناول الطعام، أو متعلقة بالعمل، ويعتمد كلا النوعين على آليات الدماغ بعينها.

مادة "الدوبامين"

ووفقًا للعلماء، فإن هناك فرق واحد مهم بين نمط العادات، وهو العادات القائمة على المتعة، إذ يمكن للسلوكيات الممتعة أن تحفز الدماغ على إفراز مادة "الدوبامين"، ومع تكرار ما يقوم به الإنسان، فإن العادة تصبح أكثر قوة ويصبح من الصعب كسرها، لأن "الدوبامين" يوفر الرغبة في القيام بها مرة أخرى.

ويذهب متخصصون في علم النفس من جامعة "فلوريدا" إلى أن معظم العادات السيئة ناتجة عن التوتر والملل، إذ يمكن أن يكون كل شيء استجابة بسيطة لهما، بدءًا من قضم الأظافر إلى التدخين بشراهة أو إضاعة الوقت في تصفح الإنترنت.

وعلى ضوء ذلك، ينصح خبراء استبدال العادات السيئة بأخرى إيجابية بإستراتيجيات، منها التمتع بالدافعية، وإيجاد البيئة المحفزة للتغيير، ومكافأة النفس بأشياء ولو بسيطة، فضلًا عن المثابرة والتعامل مع الفشل بروح متقبلة للبدء من جديد.

وفي هذا الإطار، يوضح الاختصاصي في علم النفس التربوي أحمد عويني أن العادة تتكون في الدماغ بشكل روتيني، حيث يكون هناك إشارات وسلوكيات، بالإضافة إلى المكافأة التي تعطي الإنسان نوعًا من الراحة والسعادة، مشيرًا إلى أنه مع الوقت يصبح السلوك في اللاوعي.

ويشير في حديث لـ"العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، إلى أن الإنسان يقضي 45% من وقته، في ممارسة العادات، بعضها سيئ والأخرى إيجابية، لكنه يكرر العادات ذاتها، لذلك تكون العملية البيولوجية للعادات السيئة والإيجابية هي ذاتها.

ويضيف عويني أن التحدي الذي يواجهه الإنسان هو معرفة مدى خطورة العادات السيئة عليه، وأن يكون له الإرادة على تغييرها وتبديلها بعادات مفيدة.

ويبين أنه من أكثر الطرق العلاجية لتغيير السلوكيات، هو العلاج السلوكي، عن طريق استبدال العادات المضرة بأخرى مفيدة من خلال آلية محددة، يقوم بها الشخص وحده أو يستعين بأخصائي.

ويحذر الاختصاصي في علم النفس التربوي، أحمد عويني من أن ممارسة العادات الإيجابية بشكل مبالغ تضر الفرد، وتؤثر على وقته، وعلى أدائه وإنتاجياته، وتتحول إلى نوع من الإدمان.

المصادر:
العربي
شارك القصة